عراقجي: واثقون من سلمية برنامجنا النووي ومستعدون لحل المخاوف دبلوماسيا
يظل الممثل، مهما بلغت نجوميته، بحاجة بين الحين والآخر إلى اختبار فني من نوع خاص يعيد اكتشاف نفسه من خلاله ويؤكد فيه على قدراته، بعد سلسلة من الأدوار العادية والشخصيات المتوقعة.
تنطبق تلك الحقيقة التي يعرفها صناع الدراما جيدا على مسلسل "لام شمسية" الذي يُعرض ضمن دراما النصف الثاني من رمضان حيث وضع أبطاله، لا سيما محمد شاهين وأحمد السعدني ويسرا اللوزي، في تحد إبداعي مختلف.
يتمثل هذا التحدي في وجود حدث مروع ومزلزل هو احتمال تعرض طفل من العائلة للتحرش على يد أحد الأشخاص المقربين، وسرعان ما تتطور الأحداث سريعا إلى اشتباك بالأيدي ومستشفى وتحقيقات بالنيابة العامة.
الحدث هنا قاس، صادم، يتعلق بالشرف وانتهاك العرض، كما أن المشتبه فيه هو أكثر شخص يُفترض فيه أن يكون موضع ثقة، وبالتالي يتطلب الأمر استجابة مختلفة من الممثلين والتعامل مع الأزمة بمرونة وحساسية مختلفتين.
العبء الأكبر في هذا السياق تحمله الفنان محمد شاهين الذي برع في تجسيد دور "وسام" المتهم بارتكاب هذا الفعل البشع بحق ابن صديق عمره "طارق"، فجاءت ردود أفعاله على مستوى تعبيرات الوجه ونظرات العيون والرعشة في الجسم، ردا على توجيه التهمة إليه، شديدة الإقناع والإبداع.
ورغم عدم وجود دليل قاطع يدين "وسام"، إلا أن كل المؤشرات تؤكد إدانته، وهو ما ضاعف من براعة أداء شاهين الذي كانت مهمته مزدوجة، فعليه أن يكون "وحشا في صورة صديق"، كما أن عليه أن يقنع الجميع ببراءته، وأولهم المتفرج.
وامتد الأداء التمثيلي البارع إلى أحمد السعدني في دور "طارق" الذي يتمزق بين الشك في صديق عمره المتهم باغتيال براءة ابنه وفي الوقت نفسه رغبته الجامحة في الدفاع عن هذا الصديق الذي يأتمنه على كل أسرار حياته، لا سيما أنه لا يمتلك في الدنيا صديقا غيره.
وأجادت يسرا اللوزي في تقديم شخصية "رباب" التي تعاني نفسيا وتنتظم في زيارة اختصاصي وتناول العقاقير، لكنها تخفي فيما يبدو سرا رهيبا حول حقيقة زوجها "وسام"، وتكمن البراعة في أنها لم تبح بهذا السر عبر الكلمات لكن تعبيرات وجهها ونظرات عينيها تكفلت بالمهمة.
