إعلام عبري: الجيش الإسرائيلي قرر تفكيك المخيمات باعتبارها حصنا وتحويلها لأحياء في جنين وطولكرم
في زمن ليس ببعيد عن عصور الظلام الأوروبية، كان الأطباء يصفون مسحوق "المومياء"، وهو مسحوق يُستخرج من بقايا بشرية محنطة، كعلاج سحري لمجموعة واسعة من الأمراض.
هذا ما كشفته دراسة حديثة نشرتها مجلة "ساينس"، نقلًا عن ميشيل سبير من منصة "ذا كونفرسيشن".
من القرن الثاني عشر حتى القرن السابع عشر، شاع استخدام هذا المسحوق بين الأغنياء في أوروبا لعلاج نزيف داخلي، وكسور العظام، والصرع، وحتى الاكتئاب. كان يُنظر إليه على أنه إكسير الحياة المعبأ بروح الأجداد.
غير أنّ هذا الاعتقاد الغريب استند إلى مفاهيم طبية سائدة في ذلك الوقت، مثل "نظرية التوقيعات"، التي افترضت أن الأشياء الطبيعية التي تشبه المرض يمكن أن تكون علاجه.
كذلك، دعم هذا التوجه مفهوم "الحيوية" الذي يرى أن قوة الحياة يمكن أن تنتقل من جسد إلى آخر، ولا سيّما من جسد بشري محفوظ إلى مريض حي. وزادت الأمور تعقيدًا مع سوء فهم الأوروبيين للنصوص الطبية العربية.
فالعلماء العرب، مثل ابن سينا، تحدثوا عن "المومياء" وهي (مادة طبيعية شبيهة بالقطران تستخدم في التئام الجروح )، إلا أن المترجمين الأوروبيين خلطوا بينها وبين المومياوات المصرية، ليبدأ جنون البحث عن الأجساد المحنطة.
وانتشرت تجارة المومياوات، التي جُلِبت من المقابر المصرية أو حتى من جثث المشنوقين، لتُطحن وتباع كدواء. ومع تصاعد الطلب، لجأ التجار إلى سرقة المقابر الحديثة.
لكن مع ظهور الطب القائم على التجربة في القرنين السابع عشر والثامن عشر، بدأ هذا الاعتقاد ينهار. فاختصاصيون، مثل الطبيب السويسري باراسيلسوس، انتقدوا هذه الممارسات، مؤكدين أن الأنسجة المحنطة لا تملك أي خصائص علاجية.
كما أسهمت بداية علم المصريات واحترام الحضارات القديمة في إنهاء هذا الاتجاه، بعد أن أصبحت المومياء تُعامل كأثر تاريخي وليس كعقار.
رغم انتهاء هذه الظاهرة، تذكرنا هذه القصة بأن الخط الفاصل بين العلم والخرافة لم يكن دائمًا واضحًا، وأن البحث عن علاج سحري للشيخوخة والمرض لا يزال قائمًا حتى اليوم وإن كان بوسائل أكثر علمية.