الجيش الإسرائيلي: الدولة اللبنانية تتحمل مسؤولية الحفاظ على الاتفاق بين إسرائيل ولبنان
ظل المنشد السوري حمزة شكور على مدى عشرات السنين من أبرز أعلام فن الإنشاد الديني في العالم العربي، ويلقّب في سوريا بـ"شيخ المنشدين" لصوته العذب، وقدرته على التنقّل بسلاسة وجَمال بين المقامات الموسيقية، وارتبطت ابتهالاته بذاكرة السوريين في أوقات السحور والفطور، وذلك بعد بثّها على التلفزيون السوري، إذ بقي لعقود المنشد الأول والأبرز في الجامع الأموي الكبير في دمشق، فضلاً عن أنه ترأّس رابطة المنشدين لأعوام كثيرة.
وُلد حمزة شكور سنة 1944 في حي القابون بدمشق، لأب مؤذِّن وأمٍّ مُنْشِدة، ومنذ سنوات طفولته الأولى تعلّق قلبه ووجدانه بالجامع الأموي، حيث كان والده يصطحبه ليتعلّم أصول الدين، وحفظ القرآن ودراسة الأحاديث، ومن هنا بدأت تظهر موهبته في فن الإنشاد والإلقاء، ولاقت هذه الموهبة إعجاب وتقدير كل من حوله، وحاول المقربون من والده أن يشجعوه على أن يمضي في هذا الطريق، لما يتمتع به من صوت عذب ومساحات صوتية شاسعة.
نبوغ مبكر
أثناء دراسته بالمرحلة الابتدائية بمدرسة أبي ذر الغفاري، كان المعلمون يدعونه لقراءة القرآن الكريم في الإذاعة المدرسية، وأسّس فرقة للإنشاد برفقة بعض تلاميذ المدرسة، وكان يشارك بها في إحياء المناسبات الدينية والاجتماعية والوطنية.
وحرص شكور منذ صغره على صقل موهبته بالعلم والدراسة، حيث تتلمذ على يدي الشيخ محمد حمزة القابوني، ودرس علم التجويد واللغة العربية وفنون الشعر وطريقة الارتجال، وبعدها انضم إلى فرقة المنشد السوري الشيخ سعيد فرحات، وفي هذه الفرقة تعلم أصول وقواعد فن الإنشاد، وتعرّف على مدارسه المختلفة، فضلاً عن تعلم أصول التأليف الموسيقي.
بداية الشهرة
في العام 1960، بدأت شهرة هذا المنشد السوري بالاتساع، حيث سجّل لأول مرة العديد من الابتهالات والأدعية الدينية للتلفزيون السوري، وخلال فترة الوحدة بين مصر وسوريا سجّل نشيداً وطنياً حمل عنوان "تجلت قوة الأحرار فينا"، من كلمات وألحان الأخوين عبد الهادي وفهمي البكار.
وبعد ذلك بست سنوات عُيِّن شكور منشداً في فرقة أمية التابعة لوزارة الثقافة السورية، وسافر معها إلى عدة دول أوروبية، منها ألمانيا، وبلغاريا، وهنغاريا، وتركيا، ومع مرور الوقت أصبح منشد سوريا الأول، وزاد عدد محبي صوته وابتهالاته، وكان أول من قدم البرامج الدينية للتلفزيون العربي السوري بدءًا من العام 1972.
رئيس المنشدين
وتقديراً لدوره البارز في خدمة فن الإنشاد الديني اختير الشيخ شكور في العام 1974 رئيسًا لرابطة المنشدين السورية، وقد ضمت هذه الرابطة كل البارزين من المنشدين الأوائل، وخلال عمله في الرابطة حرص على نشر هذا الفن العريق في شتى بقاع العالم العربي والغربي.
وفي العام 1983، نجح في تأسيس فرقة جديدة للإنشاد الديني حملت اسم "الكندي"، بالتعاون مع الفنان السويسري المستشرق "جوليان فايس" الذي جاء إلى دمشق من أجل تأسيس فرقة موسيقية، واعتنق الإسلام فيها، وأطلق على نفسه اسم "جلال الدين فايس".
وشارك مع فرقة الكندي في مهرجانات دولية بهدف إيصال الإنشاد الصوفي إلى العالم، وذلك بمرافقة الدراويش المولوية الذين يؤدون الطقس المولوي أو الدوران تحقيقاً للانخطاف والطرب بالخالق، وتحقّق هدف الفرقة بعد حفلاتٍ حول العالم من الهند شرقًا وحتى الولايات المتحدة غربًا، وتسجيلاتٍ أصدرتها شركات أسطوانات كبرى.
جوقة الفرح
وفي عام 2001، بدأ شكور التعاون مع الأب إلياس زحلاوي وفرقة "جوقة الفرح" بعدّة حفلات بهدف التأكيد على الإخاء الإسلامي المسيحي والتسامح الديني في سوريا.
في أكتوبر 2008، كانت آخر حفلاته في اختتام ملتقى الأديبات العربيات في أوبرا بدمشق، حيث تربّع الشيخ حمزة بثوبه التراثي الأنيق كالملك الراعي وسط فرقته الضخمة مع جوقة الفرح، ليقدموا برنامجاً متنوعاً ضمَّ الأذان والتجويد، والأناشيد الوطنية المتغنية بالشام، والموشَّحات والصلوات والشعائر والأغاني الطربية، وانضم الدراويش، أو فرسان العشق الإلهي، كما يسمّيهم الشيخ حمزة، إلى الأمسية للدوران على الإيقاعات الصوفية.
تُوفي شيخ المنشدين السوريين في 4 شباط 2009 عن 65 عامًا حافلًا بالعمل والإنجاز والتميّز.
في 1963م، فيما كان يمارس هواه الموسيقي لدى أستاذه الشيخ سعيد فرحات، وكمنشد في الإذاعة والتلفزيون، حاز على بطولة دمشق في رفع الأثقال، ثم بطولة سورية في 1966.