الولايات المتحدة توافق على بيع الفلبين مقاتلات بقيمة 5,58 مليارات دولار
تحل هذه الأيام من شهر ديسمبر ذكرى تأسيس أشهر فرقة موسيقية بمصر في النصف الثاني من القرن العشرين وهي فرقة "المصريين" على يد الموسيقار هاني شنودة، لتحدث نقلة كبرى في نوعية الغناء والألحان وتقديم العديد من النجوم إلى الساحة مثل عمرو دياب ومحمد منير.
اعتمدت الفرقة التي ظهرت للوجود في 1977 على صنع مزيج غير مسبوق من الموسيقى الغربية والشرقية مع كلمات تعبر عن الواقع الاجتماعي بشكل مبسط، يميل للنقد والفكاهة ويعكس تمرد الشباب على القيم البالية.
واللافت أن أديب نوبل نجيب محفوظ كان له دور حاسم في ميلاد الفرقة 8 ديسمبر منذ 47 عاما، بحسب ما رواه هاني شنودة، إذ كان محفوظ يعمل مراسلا لدى صحيفة " الأهرام"، وذهب إلى الإسكندرية ليحضر حفلا لفرقة أخرى كان شنودة يعمل بها قبل تأسيسه (المصريين).
كان محفوظ يحاور شنوده بوصفه أحد شباب الجيل الجديد من الموسيقيين في مصر، وسأله فجأة : لماذا يا هاني لا تقدمون أغاني عربية؟
أخذت الحمية شنودة وأجاب: "الأغنية لديها مقدمتها الموسيقية تعادل 3 أغان من نظيرتها الغربية، أغنياتنا الكلاسيكية تبدأ بتانجو أو فالس ثم تتحول إلى المقسوم الشرقي، والرقص مباح للشباب على الموسيقى الغربية، لكنه عيب لو حدث على الموسيقى الشرقية".
هنا نظر إليه نجيب محفوظ ساخرا وقال: "لا تستبدل شهوة العمل بشهوة الكلام، أعمل الأغنية التي ترى أنها الصح دون حجج أو أعذار".
ويؤكد هاني شنودة أن تلك النصيحة من نجيب محفوظ لم تغادر مخيلته ليل نهار، حتى اتخذ قراره في النهاية أن يحولها إلى واقع عملي، فظهرت فرقة "المصريين" التي توارت عن الساحة في بدايات الألفية ولكنها كانت تركت بصمتها إلى الأبد.
ساعد على ذلك أن الشباب كانوا يرقصون على موسيقى وأغنيات الفرق الأجنبية التي يعزفها شنودة، لكنه يتساءل: إذا كان الإنجليز لديهم "البيتلز"، والأمريكان لديهم "الإيجلز"، لماذا لا يمتلك المصريون والعرب فرقة ولونا موسيقيا خاصا بهم.
قدمت الفرقة عددا من الألبومات أو "شرائط الكاسيت" بالتعبير الشائع آنذاك والتي حققت انتشارا كبيرا مثل " ماشية السنيورة" و"بحبك لا " و" حرية" و" بنات كتير"، لكن أغنيتي "ماشية السنيورة" و"متحسبوش يا بنات"، هما الأشهر في مسيرة الفرقة.
تكونت الفرقة بشكل أساسي من الثلاثي تحسين يلمظ وهاني الأزهري وممدوح قاسم الذين امتلكوا حنجرة رخيمة عميقة واشتهروا كـ "كورال" بصوتهم المميز وهم يردون على مطربة الفرقة أو الصوت النسائي في معظم الأغاني المعروفة.
والمدهش أن هذا "الصوت النسائي" في الفرقة كانت تمثله مطربة لا تتحقق لها الشهرة، لكنها سرعان ما تضطر إلى أن تستقيل من الكيان الوليد بناء على رغبة خطيبها الذي يشترط عليها الاستقالة والاعتزال كي يتمم زواجه منها.
حدث ذلك مع المطربة إيمان يونس، شقيقة الإعلامية والفنانة إسعاد يونس، ثم داليا وأخيرا منى عزيز.
نجحت الفرقة نجاحًا مدويًا، وكان الشباب والفتيات يطاردون حفلاتها في كل مكان، وكان "خالد" نجل الرئيس عبد الناصر من جمهور الفرقة، وكان يحضر لهم أسطوانات الفرق الأجنبية من الخارج كي تسمعها وتغنيها لأن الرقابة وقتها كانت تمنع دخول الأسطوانات الأجنبية إلى مصر دون تصريح خاص، بحسب ما يرويه هاني شنودة.
