الجيش الإسرائيلي يقصف مستودع أسلحة لـ"حزب الله" في منطقة البقاع
يحظى مسجد "سادات قريش" الواقع بمدينة بلبيس بمحافظة الشرقية بأهمية استثنائية بالغة، فهو أول مسجد بُني بمصر؛ ما يضفى عليه مكانة رفيعة كأثر إسلامي شديد التميز، كما أن بعض الباحثين يذهبون إلى أنه من المرجح أن يكون أول مسجد بُني في أفريقيا كذلك.
يبدو وقع تلك الحقيقة التاريخية غريبًا على البعض ممن يتصورون أن "مسجد عمرو بن العاص" الشهير والمشيد بحي "الفسطاط" عام 21 هجريا هو أول مسجد عرفته مصر، إلا أن المصادر التاريخية الموثقة تؤكد أن هناك مسجدًا آخر سبقه في الظهور، وإن كان لا يحظى بالشهرة نفسها.
وتعد قصة بناء المسجد أحد الفصول المهمة على هامش الفتح الإسلامي لمصر والتي اكتملت عام 20 هجريا، إلا أنه قبل هذا التاريخ واجه جيش عمرو بن العاص المكون من نحو 4 آلاف جندي جيش الرومان الذين يحكمون مصر آنذاك عند مدينة بلبيس.
ورغم أن الجيش الروماني كان الأكثر عدة وعتادًا حيث تجاوز تعداده الـ 30 ألفًا، فإنه مُني بخسارة فادحة عام 18 هجريا في تلك الموقعة التي شهدت سقوط عدد من شهداء المسلمين يقدر عددهم بنحو 250 شهيدًا، بعضهم من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم.
وقرر عمرو بن العاص تشييد هذا المسجد تخليدًا لذكرى "السادات" الذين استشهدوا في تلك المعركة ودُفنوا بمدينة بلبيس التي كانت من أهم قلاع وحصون القوات الرومانية، وهذا هو السبب في أنه عُرف في البداية بـ "مسجد الشهداء".
جاء بناء المسجد في بداياته الأولى بسيطًا، متقشفًا، على غرار المسجد النبوي في شكله الأول، إلا أنه بتعاقب القرون وعمليات التوسعة والتجديد، أصبح يمتد حاليًّا على مساحة تقدر بنحو 3 آلاف متر مربع.
ويتخذ المسجد شكل المستطيل من الناحية المعمارية ويضم ثلاثة صفوف من الأعمدة الرخامية ذات التيجان الجميلة، فضلًا عن أربعة أروقة موازية لحائط القبلة.
وتعرَّض المسجد عبر تاريخه لبعض عمليات التوسعة والتجديد، أبرزها ما تم في العصر العثماني على يد والي مصر الأمير أحمد الكاشف الذي أنشأ مئذنة شاهقة للمسجد.