تجدد الغارات الأمريكية على مدينتي صنعاء وصعدة في اليمن

logo
منوعات

وادي السلوقي في جنوب لبنان .. أثر طبيعي وتاريخي يشهد على محطات كبرى

وادي السلوقي في جنوب لبنان .. أثر طبيعي وتاريخي يشهد على محطات كبرى
08 ديسمبر 2023، 2:57 ص

نال وادي السلوقي الذي يستلقي بين قرى وبلدات القطاع الأوسط في جنوب لبنان، قسطا وافرا من القصف الإسرائيلي، خلال العمليات الحربية التي انطلقت على جبهة جنوب لبنان منذ الثامن من أكتوبر الماضي.

وهذا الاستهداف للوادي درج عليه الجيش الإسرائيلي منذ حروبه الأولى على لبنان ولغاية اليوم.

للوديان عادة أهمية عسكرية وإستراتيجية، وتعتبر ممرات ملائمة، نظرا لتضاريسها ووعورتها، يستخدمها المحاربون لشن هجماتهم المباغتة ضد الخصوم.

ووادي السلوقي شكل تاريخيا أحد هذه الممرات منذ الحقبة العثمانية وتاليا الفرنسية في لبنان، ولغاية اليوم.

أخذ الوادي اسمه من نهر ينبع موسميا بين صخوره، وهو يشكل امتدادا طبيعيا لوادي الحجير الأكثر وعورة، والذي شكل فاصلا طبيعيا بين المناطق المحررة والشريط الحدودي منذ العام 1978 ولغاية العام 2000 ، تاريخ انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان



أعطت الأحداث والمحطات التاريخية الكبرى أسماء لأودية جنوب لبنان، فسمي وادي الحجير على سبيل المثال مقبرة الميركافا حيث خسر الجيش الإسرائيلي في حربه على لبنان عام 2006 ما يقرب من 50 دبابة ميركافا.

أما وادي السلوقي، فيحمل هو الآخر تسمية وادي الموت أو وادي الشهداء، كونه شكل تاريخيا معبرا للمقاتلين والمقاومين باتجاه الشريط الحدودي الذي اقتطعته إسرائيل على مدى 22 عاما.

وهذا المعبر الذي يتصف بالتضاريس الوعرة، اختاره الصليبيون في حملاتهم على الشرق وبنوا في الجزء الغربي منه، في خراج بلدة شقرا حاليا، قلعة لتأمين مسارهم إلى القدس.

أخبار ذات صلة

جنوب لبنان.. مقتل 3 عناصر من حزب الله ومستوطن إسرائيلي

           

وتفيد المعلومات التاريخية أن القلعة الصليبية قائمة في الأساس على أنقاض بناء روماني، وتحولت في تاريخ لاحق إلى قلعة مملوكية، أضاف إليها المماليك، وغيروا في بعض تفاصيلها المعمارية.

واليوم لا يزال الوادي يحافظ على دوره الإستراتيجي، وتقيم قوات اليونيفل العاملة في جنوب لبنان مركز مراقبة لها عند أطراف الوادي في إطار المهام الملقاة على عاتقها.

إلى جانب ألأدوار الإستراتيجية والتاريخية لوادي السلوقي، ثمة جوانب جمالية يتمتع بها هذا المعلم، تبدأ بالتضاريس والوعرة والجميلة في آن، وقد لا تنتهي بطبيعته الغنية بالأشجار الحرجية والمعمرة، لا سيما أشجار البطم.

وأصبح اليوم مقصدا سياحيا وفسحة للمتنزهين، بعد سنوات طويلة من الهجر، لكن الممارسات العشوائية في غياب خطط الحماية تتهدد هذا الأثر الطبيعي والتاريخي ، ومعها دخول الكسارات لقضم تلاله.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات