كبار السن في "تيك توك".. جيل جديد من التحدي والإبداع

لم يعد استخدام منصات السوشيال مقتصرًا على الفئات الشبابية، بل بدأ كبار السن في الانخراط بها على نحو متزايد، مما يعكس تغيرًا ملحوظًا في أنماط التواصل، بحسب ما يؤكده خبراء في مجال الصحة النفسية. 

ويؤكد الخبراء أن دخول كبار السن إلى عالم السوشيال ميديا يعكس رغبتهم في التواصل، والتعلم، والاستمتاع بوقتهم، كما أنه مفيد؛ لأنه يعزز من قدرتهم في البقاء على اتصال مع الآخرين، كما أنهم يشعرون بأهميتهم ما يبعدهم عن خطر الإصابة بأمراض الاكتئاب. 

وظهر مؤخرًا في عدد من المنصات الشهيرة، كبار سن نشطون في مجالات عدة، يشاركون تجاربهم الشخصية وحكمتهم مع عدد لا يحصى من المتابعين حول العالم، ويحضون على مشاهدات مليونية، فلمع بعضهم في مجالات اللياقة البدنية والصحة، والترفيه والموضة وحتى الطهي.

 

 

ووجدت الأبحاث أعدادًا متزايدة من الحسابات التي تخص مستخدمين تبلغ أعمارهم 60 عامًا أو أكثر ولديهم ملايين المتابعين في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يستخدمون المنصات لإظهار طاقتهم ومواهبهم المتنوعة. 

وفي "تيك توك" يعيد كبار السن صياغة التوقعات حول حياتهم اليومية، ويغيرون الصور النمطية المأخوذة عنهم، والمرتبطة بالمرض وقلة الحيلة والتعب وتراجع الصحة النفسة، فتراهم يتحركون وينتجون ويشجعون أمثالهم للتخلي عن الروتين الممل. 

وقال الدكتور روبين نج، مؤلف ورقة بحثية بعنوان "كبار السن على تيك توك: كيف يعيدون صياغة الشيخوخة؟": لقد أصبح كبار السن في تيك توك منشئي محتوى ناجحين في ظاهرة ثقافية مضادة قوية حيث يتحدون الصور النمطية للشيخوخة من خلال احتضان تغيراتهم".

ومن الواضح، أن العديد من كبار السن الذين يحظون بمتابعات مليونية، باتوا اليوم يحققون مصدر دخل "ضخم" بسبب الإعلانات. 

لماذا يلجأ كبار السن إلى مشاركة المحتوى في مواقع التواصل الاجتماعي؟

التفاعل الاجتماعي: تساعد منصات التواصل في تعزيز الشعور بالانتماء؛ وبالتالي تقليل الشعور بالوحدة أو العزلة.

مشاركة الهوايات والاهتمامات: تتيح منصات كإنستغرام وتيك توك فرصة لكبار السن لمشاركة هواياتهم أو اهتماماتهم مع جمهور واسع. 

التسلية والترفيه: يمكن لكبار السن تقديم محتوى ترفيهي مثل الفيديوهات والصور التي تشعرهم بأنهم ما زالوا ممتعين للآخرين. 

تقدير الذات: عندا يجد كبار السن تفاعلات من شتى بقاع الأرض مع محتواهم، فإن ذلك يعزز ثقتهم بأنفسهم وتقديرهم لذاتهم. 

 

"التمييز على أساس السن"

وبحسب مقال نشرته صحيفة الغارديان البريطانية في 2022، قال الخبراء "نحن بحاجة إلى رؤية صور أكثر تنوعًا إذا أردنا حقًا تغيير المواقف والتخلص من التصورات السلبية للشيخوخة، ووسائل التواصل الاجتماعي هي المنصة المثالية للقيام بذلك والتنديد بالتمييز على أساس السن بشكل عام".

وأكدوا أن "منصة تيك توك مثالية للمؤثرين لتحدي الصور النمطية العمرية، حيث تشجعهم على الإبداع والحرية".

وفي النهاية أشار الخبراء إلى ضرورة "التخلص من الصور النمطية المرتبطة بالتقدم ​​في العمر، لأنها من أفضل الوسائل التي قد تخلص كبار السن من الأمراض التي تسببها الوحدة والعزلة".