بدا المخرج الفرنسي "كلود لولوش" عازماً على مواصلة العمل السينمائي رغم بلوغه السادسة والثمانين، إذ لم يكتفِ بأن يعرض في مهرجان البندقية، خارج المسابقة، فيلمه الحادي والخمسين، بل أعلن أنه يتطلع "بفارغ الصبر" إلى التصوير السنة المقبلة.
وقال لولوش، في مؤتمر صحفي قبيل منحه جائزة "كارتييه غلوري تو ذي فيلميكر" Cartier Glory to the Filmmaker الفخرية عن مجمل مسيرته و"البصمة" التي تركها "على السينما المعاصرة": "ما دامت الأفكار متوافرة في ذهني، فسأستمر في هذه المهمة، ولم يكن لدي سابقا هذا القدر من الأفكار".
وأضاف لولوش: "أعلم جيدا أن من الممكن في أي وقت، في لحظة معينة، في عمري هذا، أن يُقال لي توقف، وفي الوقت الراهن، ما يزال الدماغ يعمل بشكل جيد جدا، والأهم من ذلك كله، أنني ما أزال أُدهَش".
ويتولى الأدوار الرئيسية في فيلم لولوش الكوميدي الجديد "فينالمان" Finalement كل من كاد مراد، وإلسا زيلبرستين، وميشيل بوجينا، وساندرين بونير، وفرنسواز فابيان، بحسب "فرانس برس".
وأوضح لولوش أن هذا الفيلم يشبهه كثيرا. ويتناول العمل محنة لينو، وهو محامٍ لامع يجسّده كاد مراد، يترك حياته المهنية وعائلته ليتجول في طرق فرنسا. وتتبعه زوجته، وهي ممثلة شهيرة (تؤدي دورها إلسا زيلبرستين) برفقة صديقهما الأعز (ميشال بوجناح).
وعلّق لولوش خلال المؤتمر الصحفي بالقول: "أعتقد أننا خلقنا عالما يجعلنا سجناء. نحن في مرحلة ما سجناء لكل ما لدينا. نحن سجناء عائلتنا، وأبناؤنا، وعملنا كلنا في مرحلة ما نريد أن نبدأ حياتنا مجددا".
إلا أن مِحن ليو مشبعة بتفاؤل تعبّر عنه الموسيقى، سواء من خلال بوق كاد مراد أو الأغنيات التي يؤديها.
وقال لولوش: "صحيح أنّ لديّ ميلا للتفاؤل. أنا متفائل لأنني عشت الحرب، وفترة ما بعد الحرب. لقد نجوت من الأسوأ. وعندما ننجو من الأسوأ، يصبح كل شيء آخر بعد ذلك جميلًا جدًّا".
وأضاف أن شخصية ليو "ترمز تماما إلى هذا الرجل الذي يبحث عن الأساسي، من دون أن يبحث عنه. إنه يترك نفسه ينجرف للحاضر". وخلص إلى القول: "إنه فيلم يشبهني كثيرا".
واشتهر لولوش في مختلف أنحاء العالم بفيلمه "رجل وامرأة" Un homme et une femme الذي نال السعفة الذهبية في مهرجان كان عام 1966، وجائزتي أوسكار.