رمضان في الجزائر.. استقبال بطعم الحسرة والحزن (صور)
رمضان في الجزائر.. استقبال بطعم الحسرة والحزن (صور)رمضان في الجزائر.. استقبال بطعم الحسرة والحزن (صور)

رمضان في الجزائر.. استقبال بطعم الحسرة والحزن (صور)

أسواق شعبية عامرة تفوح منها رائحة التوابل، ونسوة يُسابقن الزمن؛ لشراء أطقم الأواني المنزلية لتزّيين مطابخهن، طلاءُ للجدران وتغيير لديكور الأثاث، حركية دؤوبة في المساجد لتنظيفها، هكذا كان المشهد لو لم "تُفسد" جائحة كورونا عادات وتقاليد ظلت راسخة لعقود لاستقبال شهر رمضان في الجزائر.

تتحسر عائلات جزائرية بل تبكي حزنًا؛ لأن موسم رمضان هذه السنة سيكون مختلفا، وتُخيم أجواء الحزن و الحسرة على الشارع الجزائري، فلا يتخيل مواطنون أنهم سيقضون رمضان في منازلهم دون صلاة في المساجد أو تبادل للزيارات بين الأقارب.



وبالرغم من توقع الجزائريين قرار لجنة الإفتاء تعليق صلاة التراويح ضمن إجراءات الوقاية من فيروس كورونا، لكن وقعه كان شديدا، فأملهم في عودة الحياة إلى طبيعتها قبل حلول شهر رمضان ظل قائمًا.

يقول محمد والدموع في عينيه بشعور محبط: "أشعر بحزن عميق وضيقة تختلج صدري. رمضان هو فرصة لنا للتصالح مع ربنا والناس وفعل الخير، كم هو غريب أن نُحرم من ذلك".

امتحان صعب

بدورها تتحسر الشابة سارة (31 عامًا) وهي التي تعودت على الانخراط في مبادرات خيرية يجري التحضير لها أيامًا قبل حلول رمضان، وتقول: "نعيش أكبر امتحان، لم نتصوره حتى في الأحلام، سنصوم حتى عن الخروج من منازلنا، سيُكون صعبًا تخيل رمضان دون مطاعم الرحمة".



السيدة فاطمة الزهرة موسي، ربة بيت تقول هي الأخرى "تغيرت نكهة رمضان هذه السنة بفعل تداعيات كورونا وما فرضته من تباعد اجتماعي سيؤثر على عاداتنا وتقاليدنا الرمضانية"

وتسترسل: "كنا نستمتع في التعاون على تجهيز موائد إفطار للمحتاجين وعابري السبيل إلى الروحانيات بأداء صلاة التراويح في جو إيماني عال بالمساجد، تليها القعدات مع الأهل والأحبة على مائدة أشهر المأكولات والحلويات التقليدية التي تعرف بها العاصمة من قطايف وقلب اللوز يُحلي السهرة".



وجرت العادة أن تتفنن ربات البيوت في شهر الصيام، بإعداد أشهى الأطباق التقليدية أشهرها "الكباب" الذي يحضر بالدجاج والبطاطس المقلية، وكذا "المثوم" وهو طبق مشهور يتم إعداده باللحم المفروم والحمص ويُزين باللوز.

ولا تحلو السهرات الرمضانية إلا باجتماع العائلات على ما يصطلح عليه شعبيًا بـ"القعدة"، تحضَّر فيها أشهى الحلويات إلى جانب أكواب من الشاي الأخضر بالنعناع، في سهرة تمتدُ إلى ساعات السحور.

مدينة شاحبة

وإن كان حال عاصمة البلاد كئيبًا، فإن المشهد لا يقل عن ذلك في مدينة البليدة (50 كلم جنوب غرب العاصمة الجزائرية)، بعدما فرضت عليها السلطات العمومية حجرًا شاملًا باعتبارها بؤرة انتشار فيروس كورونا في البلاد.



وعرفت البليدة المدينة السهلية وذات الطابع الأندلسي، بعدة تسميات منها، مدينة الورود، لكثرة ورود الياسمين، الفل، والبنفسج، والريحان فيها، وهي من أكثر مناطق الجزائر إقبالًا خلال الشهر الفضيل لما تتميز به من أجواء رمضانية رائعة تصنعها أسواقها الشعبية المكتظة ومقاهيها والانتشار الواسع لباعة الحلويات الشهيرة وطيبة سكانها.



ويقول الشاب فاروق حماني، إنه تعود في شهر رمضان أن يرافق والده إلى البليدة لشراء حلوى الزّلابية الجزائريّة، التي تشتهر بها المنطقة، بالإضافة إلى عصير الشاربات ويقول: "لا يمكنني أن أتخيل أننا ممنوعون حتى من زيارة البليدة لاقتناء ما نحبه".

تغيير سلوكي ومادي

وتبرز "زهية زنوش"، خريجة كلية العلوم الاجتماعية ومعلمة في المستوى الابتدائي، التغييرات التي أحدثها فيروس كورونا على المجتمع، فتقول: "هناك تغيير سلوكي ومادي، حيث أصبحنا نميل أكثر إلى التأمل في الذات الإنسانية وكذلك الالتزام بالمبادئ الدينية من خلال تكثيف قراءة القرآن لوجود الوقت الكافي في ظل غياب العمل".



وأضافت لـ"إرم نيوز"، "حتى العادات الاستهلاكية تغيرت وبتنا نسعى إلى التقليل من الأطباق من أجل التقشف خوفًا من القادم المجهول ،كما طال التغيير العلاقات الأسرية وولّد نقص الروابط والزيارات، وتقليل السهرات كبتًا عاطفيًا ووجدانيًا، أثر على حماس التحضير والاستعداد لقدوم الشهر الفضيل و التحضيرات الموالية للعيد" .

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com