دبلوماسي روسي كبير يصف المحادثات النووية بين واشنطن وطهران بـ "المشجعة"
وقع اختيار المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) بمناسبة اليوم العربي للشعر، على الشاعر السوري صقر عليشي، وعلى الشاعر الليبي الراحل الشيخ المجاهد سلمان الباروني، كشاعرَي الدورة العاشرة لها، داعيةً للاحتفال باليوم العربي للشعر وبالشاعرين المحتفى بهما طيلة عام 2024.
واستطاع الشاعر السوري من خلال 8 مجموعات شعرية، أن يكتب "قصائد مشرفة على السهل"، نابشاً في "الأسرار" الخاصة باللغة، دامجاً إياها بـ"قليل من الوجد"، ما أوصله إلى "أعالي الحنين"، قاطفاً "عناقيد الحكمة"، ومقتنصاً "معنًى على التل"، هو المُجرِّب الواعي يعترف: "أحاول هذا الكلام الوثير"، وعن عشقه يقول "في عينيكِ ضعت"، صانعاً بملحميته المدغمة مع ذاته القلقة ما يشبه "أسطورة فينيقية".
وبين قصيدة التفعيلة، التي تستدعي متلقّيها إلى عالمها الذاتي، وقصيدة النثر التي تترك الأبواب مفتوحةً لمتلقيها وتتقصد إقامة جسور بين هيكلها المعماري والعالم الخارجي، لم يكن صقر عليشي في أي وقت مع شكل شعري ضد آخر، فالأمر بالنسبة إليه متروك للحساسية الشعرية وتكوين الشاعر، مع أنه حتى الآن يجد نفسه في قصيدة التفعيلة أكثر من غيرها.
والقصيدة برأيه لا تقبل أنصاف الحلول، لا تقبل نصف حقيقة أو نصف جمال، إذ لا يمكن المزح معها، بحسب قوله، ويجب أن نعطيها كل شيء دون أن نتوقع منها أي شيء بالمقابل، هذه سُنَّة الشعر ولن نجد لها تبديلا.
أما عن الحداثة الشعرية فيرى عليشي أنه بمجرد أن تكون شاعراً حقيقياً، فأنت شاعر حديث، يوضح: هي ولا شك علاقة جدلية أو يمكن القول إنها معادلة لا تقبل التعديل، فالحداثة تأتي دائماً من الإضافة الجمالية، وما يمكن أن ينجزه النص الجديد متجاوزاً به النص الأسبق.
وفي أحد حواراته يقول إن مهمة الشاعر تكمن في أن يقيم دائماً حفلات تعارف بين الكلمات، وعلى نوعية هذه الحفلات ونوعية المتعارفين تتوقف قيمة الشعر وأهميته.
ويضيف: لغة الشعر معلّقة بالخيال، يساعدها وتساعده، وكل منهما يشد من أزر الآخر. لا يفيد أن تكون ضليعاً في اللغة إذا افتقرت إلى الخيال الفذ. بعض الكلمات تكون مطواعة لينة تعرف أين تأخذ مكانها، وبعضها يحتاج إلى لطمة خفيفة براحة اليد على قفاها لتأخذ مكانها في النسق، وبعض الكلمات عليك أن تنصب لها شراكاً للقبض عليها. اللغة يخلقها الشعراء، وهم قادرون عليها، ولا يخلقها مجمع اللغة العربية.
ويرى عليشي أن الصورة الشعرية قد تكون هي مربط الفرس في القصيدة الجميلة، لكن هناك أيضاً قصيدة جميلة ليس فيها صورة، ويبرر ذلك بأن "نسيم الشعر لا يهب علينا من جهة واحدة. وأنا أميل بطبعي إلى الوضوح والبساطة، وهنا لا أقصد البساطة التي تعني المباشرة والتقريرية، في الوقت نفسه لا أنكر الشعر الذي يأتي على قدر ما من التشابك والالتباس. لكني أؤمن تماماً أن الشعر يحتاج إلى الذكاء والصدق والثقافة كما يحتاج إلى العفوية والبدائية وحرارة التجربة".
وعن نقد الشعر يعتبر الشاعر السوري أن الساحة النقدية ليست خالية من النقد الجاد، إنما أكثر المتابعة النقدية تكون لشعراء مكرّسين، فقلّة من النقاد يسعون لاكتشاف الجديد، وقلة منهم يتبع الخط البياني لشيفرة النص، وأغلب النقاد لديهم فكرة المبايعة، أي أن الوسائل النظرية للناقد المبايع تكون محكومة بسلطة سياق النص وليس شيفرته، وهكذا غدا ظهور شاعر جيد يأخذ عقوداً حتى يجد من يعرفه أو يسمع به.
ويضيف: نحن الآن أمام قصيدة مختلفة عما كتبه بدوي الجبل ونزار قباني وغيرهم، ونحن في زمن مختلف، هذا يحتاج بالتأكيد إلى نقد مختلف وقادر على استيعاب حركة الشعر الجديدة.
يذكر أن صقر عليشي من مواليد عام 1957 في عين الكروم إحدى قرى ريف حماة، وهو من أبرز شعراء جيل الثمانينيات، عضو اتحاد الكتاب العرب، ومؤسس دار الينابيع للطباعة والنشر والتوزيع، تناولت تجربته الشعرية دراسات وأبحاثاً وأطروحات أكاديمية، وجُمِعَ أغلب نتاجه في إصدار الأعمال الشعرية عام 2008.