"جريئة".. آخر تصريحات المخرج السوري الراحل عبداللطيف عبدالحميد

فاجأ المخرج السينمائي السوري جود سعيد، جمهوره بنشر آخر حوار كان أجراه مع المخرج عبد اللطيف عبد الحميد قبيل رحيله.

وقال عبدالحميد، خلال اللقاء، إن الجوائز الذهبية الأربع التي نالها على فيلم "ليالي ابن آوى" خلال شهر واحد، أثرت سلبًا على تجربته.

وأضاف: "أربع جوائز ذهبية، لاشك ستضعك أمام أسئلة صعبة، فتقول لنفسك: ماذا بعد؟".

ولم يتردد عبد الحميد في انتقاد المخرجين الشباب الذين يأتون إلى السينما، وهم يطمحون بنيل الجوائز فقط، مؤكدًا أن غياب المشروع والهمّ الإبداعي، يحول السينما إلى صور لا طائل منها.

وتنوع إنتاج عبدالحميد السينمائي بين جزأين، ريفيّ واجتماعي واقعي، وذلك تبعًا لحياته المقسومة لضفتين ريفية ومدنية، كما يصفها، ولكنه في معظم أعماله لم ينجُ من انتقاد أهالي الريف والمدينة، بسبب صدقه في تصوير البيئتين.

ووصف عبد الحميد السينما السورية اليوم، بأنها تعمل بلا حماية، فهي نخبوية مشغولة بالجوائز، وهذا ما يجعلها بلا مشروع.

وحول دور الرقابة وتأثيرها على أعماله السينمائية، قال: "جعلتني الرقابة أعيد كتابة نص فيلم ليالي ابن آوى ثلاث مرات، ولولا تدخل وزيرة الثقافة نجاح العطار وجهات عليا، لما أجيز الفيلم".

وانتقد عبد الحميد المثقفين المنادين بحرية الرأي؛ لأنهم يصادرون رأيه المختلف، واصفًا تلك الحالة بالفصام، وقال: "داخل رأسي أفكار سينمائية كثيرة، ولكنها تتطلب أن أعيش ثلاثة أعمار حتى أنجزها".

يذكر أن المخرج السوري عبداللطيف عبدالحميد، من مواليد العام 1954 وتوفي في مايو/أيار الماضي، تخرج في المعهد العالي للسينما في موسكو العام 1981، وأنجز خلال دراسته عدة أفلام منها "تصبحون على خير"، و"درس قديم"، و"رأسًا على عقب".

وتميز عبد الحميد، بكتابة سيناريوهات أفلامه جميعها، ومنها فيلمه الشهير "ليالي ابن آوى" 1988، و"نسيم الروح" و"قمران وزيتونة"، و"رسائل شفهية"، و"صعود المطر"، و"أيام الضجر"، و"خارج التغطية" و"الطريق".