رئيس تايوان يحذر من "محاولات التسلل" الصينية ويتعهد بـ"اتخاذ إجراءات مضادة"
يصبح للجامع الأموي في وسط مدينة دمشق القديمة، خصوصية في شهر رمضان المبارك، تتجاوز الإقبال الكبير على الصلوات الذي تعيشه غالبية المساجد السورية الأخرى.
فموعد الإفطار في العاصمة السورية، يتم إعلانه في التلفزيون والإذاعة الرسميين، بالاستناد لأذان الجامع الأموي، ليبدأ ملايين السوريين في المدينة وريفها المترامي تناول طعامهم.
كما أن لأذان الجامع الأموي خصوصية تميزه عن الأذان في باقي المساجد، حيث يتم بشكل جماعي بدلاً من الأذان الفردي المعروف في جميع المساجد بالعالم الإسلامي.
فيقوم أحد المؤذنين بقراءة عبارة الأذان الأولى (الله أكبر) ومن ثم تقوم مجموعةٌ من ورائه بإعادتها وترديدها.
وللسحور أيضاً خصوصية في الجامع الأموي، حيث تنقل ابتهالات المؤذنين الدينية على الهواء مباشرة عبر إذاعة دمشق الرسمية، قبل أن يُسمع الأذان من الجامع العريق في كل سورية.
كما يشترك الجامع الأموي مع كثير من المساجد الأخرى في سوريا والعالم العربي والإسلامي، بمظاهر وطقوس رمضانية، بينها سفر الإفطار الجماعي في صحن المسجد الكبير.
وتمتلأ أرجاؤه بحلقات قراءة القرآن الكريم طوال اليوم، بجانب حلقات دراسية لمختلف فروع الشريعة من حديث شريف وفقه وعقيدة وغيرها.
لكن حتى تلك الطقوس المنتشرة في كثير من المساجد والجوامع، لها خصوصية في الجامع الأموي، فهي تجري في مكان عريق شهد أمجاداً في التاريخ العربي والإسلامي، وله قدسية إضافية اكتسبها من مكانة من مروا فيه منذ 1300 عام.
بُني الجامع الأموي بشكله الحالي، عام 705 ميلادي، إبان بدايات الخلافة الأموية، ويعتقد أنه بني على أنقاض كنيسة قديمة أو جزء منها، كما تقول روايات أخرى للتاريخ، إن الكنيسة بنيت على أنقاض معبد وثني قديم.
شكل بناء المسجد حدثاً مهماً في تاريخ المدينة، فبعد عشر سنوات من العمل، ظهر الجامع الأموي بشكله الحالي إلى حدٍ كبير، ليصبح معلماً شهيراً لايزال يحافظ على مكانته التاريخية والدينية والحضارية حتى اليوم.
ورغم كون انتمائه حاضراً في اسمه، ويشير لبني أمية، إلا أنه في الواقع ينتمي لعدة حقب وشخصيات، بدءاً من الرواية التاريخية التي تقول إنه أقيم مكان معبد وثني قديم للإله "جوبتير"، حوّله الإمبراطور "ثيودور" إلى كنيسة عام 379 ميلادية، عُرفت باسم كنيسة القديس يوحنا.
ومن ثم بنى الصحابي أبو عبيدة بن الجراح مسجداً في جزء من المكان عند دخوله لدمشق عام 634 ميلادية، وظل الجزء الآخر كنيسةً بأيدي المسيحيين وفقًا لشروط الصلح حينها، قبل أن يشتري الوليد بن عبدالملك ذلك الجزء ويبني الجامع الأموي على كامل المكان.
لكن في السنوات والعقود اللاحقة، شهد الجامع إضافات عباسية ومملوكية وعثمانية، وترميمات من حرائق وتخريبات عديدة، جعلت لكثير من القادة والممالك التي توالت على حكم دمشق، أثراً في الجامع، زادته مكانةً وعراقةً وأمجاداً.
فالزائر للجامع الأموي اليوم، قد يجد نفسه أمام جدار يُعتقد أنه جزء من البناء القديم، أو مئذنة مملوكية هنا، أو قبة عباسية هناك، أو ضريح يُعتقد أنه للنبي يحيى عليه الصلاة والسلام، والذي يُعرف باسم "يوحنا المعمدان" في الرواية المسيحية.
كما قد يجلس الزائر في مكان كان موضع حلقة علم لأحد كبار علماء الدين الإسلامي في المسجد الذي كان أشبه بمدرسة وجامعة شرعية لسنوات طويلة في بدايات تأسيسه ولحين انتشار المدارس والجامعات التقليدية.