الخارجية الأمريكية: نشكر الإمارات على تأمين تبادل السجناء بين واشنطن وموسكو
يركّز مفهوم الكايزن الياباني، الذي تتبناه شركات كبرى مثل "تويوتا" و"باناسونيك"، على التحسين المستمر من خلال خطوات تدريجية صغيرة، قد لا تتجاوز 1% أحيانًا.
وعلى الرغم من شيوع استخدامه في قطاع الأعمال، يرى الخبراء أن هذا المبدأ يمكن تطبيقه بفعالية على الأهداف الشخصية، مما يؤدي إلى نجاح طويل الأمد، بحسب تقرير نشره موقع "هافبوست".
خطوات صغيرة تأثير كبير
وفقًا لخبراء الصحة النفسية، فإن التحسينات الصغيرة والمستمرة تعد استراتيجية فعالة لإحداث تغيير سلوكي دائم.
وتوضح جولي سيلفا، الأخصائية النفسية والمديرة التنفيذية لمؤسسة نيويورك للصحة السلوكية، أن تقسيم الأهداف الكبيرة إلى مهام أصغر يزيد من فرص تحقيقها.
وتضيف: "من المرجح أن تصل إلى أهدافك الكبيرة طويلة المدى إذا اتخذت خطوات صغيرة نحوها".
هذه الطريقة مفيدة بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من شلل المهام، وهو عدم القدرة على بدء أو إكمال المهام بسبب الشعور بالإرهاق.
ورغم عدم وجود قياس دقيق لتحسن بنسبة "1%"، تؤكد سيلفا أن حتى أصغر تقدم يساهم في الشعور بالإنجاز، وهو ما يدفع الشخص للاستمرار في اليوم التالي.
وتتفق الباحثة في تغيير السلوك كاثرين ميلكمان، الأستاذة في كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا، مع هذا الرأي، قائلة: "عندما نقسّم شيئًا كبيرًا إلى أجزاء أصغر، يصبح أقل رهبة. بدلاً من اعتباره مهمة مرهقة، ننجزه تدريجيًا خطوة بخطوة“.
تطبيق الكايزن في الحياة اليومية
يبدأ تطبيق مبدأ الكايزن في الحياة اليومية بالتركيز على هدف واحد في كل مرة. وتحذّر سيلفا من محاولة إجراء تغييرات متعددة في آن واحد، إذ قد يكون ذلك مربكًا. وبدلاً من ذلك، تنصح باختيار هدف واحد وإدخال تحسينات تدريجية عليه.
إحدى الاستراتيجيات الفعالة الأخرى هي تصور النجاح، إذ توصي سيلفا بتخيّل النتيجة المرجوّة بتفاصيل دقيقة، بما في ذلك مكان وجودك، وما تقوم به، وكيف ستشعر عند تحقيق هدفك. كما أن تدوين هذه الرؤية يساعد في تعزيز الدافع ويشكل مرجعًا للتقدم.
ولضمان الاستمرارية، يجب أن تكون التحسينات قابلة للقياس. تقول ميلكمان: "عبارة 'سأصبح أفضل' غامضة للغاية". بدلاً من ذلك، ينبغي تحديد إجراءات محددة وقابلة للتتبع. على سبيل المثال، إذا كان الهدف هو الاستيقاظ مبكرًا، يمكن تحديد هدف واضح مثل النهوض من السرير خلال 30 ثانية من سماع المنبه.
كما أن توثيق التقدم يساعد في تعزيز التحفيز. وتقترح سيلفا الاحتفاظ بدفتر يوميات أو لوح كتابة لمتابعة التحسينات بصريًا، مما يجعل التقدم أكثر وضوحًا ويعزز الشعور بالإنجاز.
التغلب على العقبات
رغم أن الكايزن يشجع على النمو المستمر، فإن الانتكاسات أمر لا مفر منه. وتحذر ميلكمان من تأثير "ما الفائدة؟"، حيث يؤدي الفشل لمرة واحدة إلى التخلي عن الهدف بالكامل. وهنا يأتي دور عقلية النمو، أي الاعتقاد بأن المهارات والقدرات يمكن تطويرها بمرور الوقت، في مواجهة هذا التحدي.
وتوضح: "بدلاً من اعتبار الانتكاسة فشلًا، يجب التعامل معها كفرصة للتعلم. اسأل نفسك: ما الخطأ الذي حدث؟ وكيف يمكنني تجنبه غدًا؟“.
استراتيجية أخرى للتعامل مع العقبات تتمثل في "الاحتياطات الطارئة"، وهو مفهوم قدمته ماريسا شريف، الأستاذة المساعدة في كلية وارتون. ويسمح هذا النهج بوجود استثناءات دون اعتبارها إخفاقًا.
وتوضح ميلكمان: "إذا كان هدفك هو إتمام مهمة يومية، امنح نفسك بطاقتين 'للإفلات من العقاب' شهريًا. هذه المرونة تمنع الإحباط وتحافظ على الدافع“.
نهج مستدام للنمو
يوفر مبدأ الكايزن إطارًا منظمًا ومرنًا لتحقيق الأهداف، مما يجعل التقدم يبدو أقل إرهاقًا وأكثر قابلية للتحقيق. ومن خلال التركيز على تحسينات صغيرة قابلة للقياس، والحفاظ على الدافع عبر التصور والتتبع، والاستعداد للانتكاسات بعقلية النمو، يمكن للأفراد تحقيق النجاح بثبات.
ورغم أن التغييرات قد تبدو طفيفة في البداية، فإن تطبيق هذا المبدأ باستمرار يمكن أن يؤدي إلى نتائج تحولية على المدى الطويل.