تثير الصفوف متعددة المستويات غالبًا الصورة الأيقونية التي قدمها وثائقي "نيكولا فيليبير" Être et avoir، حيث يقوم المعلم في مدرسة صغيرة، بتعليم طلاب تتراوح أعمارهم بين 4 إلى 11 عامًا في فصل دراسي واحد.
وبحسب مقال نشرته صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، تُشير وزارة التربية الوطنية في فرنسا إلى أن "مدارس الفصل الواحد" شهدت "تراجعا مستمرًا منذ السبعينيات"، لتصبح "الصفوف المتعددة المستويات" تتصدر المشهد التعليمي في العديد من المناطق.
ويعد التحدي التربوي الذي تشكله الفصول متعددة المستويات مصدر قلق رئيسي للمعلمين وأولياء الأمور، حيث يؤكد البعض أن اختلاف مستويات الطلاب داخل الفصل الدراسي الواحد يمكن أن يؤثر على نتائج التعلم والدعم الفردي، فيما تسلط بعض الدراسات الضوء على فوائد هذا النوع من التعليم مثل زيادة استقلالية الطلاب ونجاحهم على المدى الطويل.
فما هي الصفوف متعددة المستويات؟
الصفوف متعددة المستويات هي بيئات تعليمية يتم فيها تعليم الطلاب من أعمار ومستويات مهارية مختلفة معًا في نفس الفصل الدراسي. وغالبًا ما تحدث هذه الطريقة في المدارس الصغيرة أو الريفية حيث لا يوجد عدد كافٍ من الطلاب لملء فصول دراسية منفصلة لكل مستوى دراسي.
ميزات صفوف المستويات المتعددة
تنوع الفئات العمرية: قد يكون هناك طلاب من درجات مختلفة في نفس الفصل، غالبًا ما تتراوح أعمارهم بين الطفولة المبكرة والمراهقة المبكرة.
التعليم المتمايز: يجب على المعلمين تخصيص طرق التعليم لتلبية احتياجات الطلاب المتنوعة، مع توفير الدعم والموارد الفردية.
التعلم التعاوني: يمكن أن يرشد الطلاب الأكبر سنًا الطلاب الأصغر، مما يعزز الشعور بالمجتمع والتعاون.
منهج مرن: يتم تصميم المنهج لاستيعاب مجموعة واسعة من القدرات، مما يسمح بتجارب تعلم أكثر تخصيصًا.
إيجابيات صفوف المستويات المتعددة
يرى خبراء في مجال التعليم، إن مثل هذه الصفوف الجماعية تعزز المهارات الاجتماعية والتعلم بين الطلاب من أعمار مختلفة، كما أنها تساعد المعلمين في تطوير استراتيجيات تعليمية أكثر تنوعًا.
التحديات
يقول الخبراء، إن المعلمون قد يشعرون بالإرهاق من إدارة مستويات الفهم المتنوعة، كما قد تكون الموارد والمواد اللازمة لتلبية احتياجات التعلم المتنوعة محدودة، إضافة إلى أن عملية تقييم الطلاب تصبح أكثر تعقيدًا.
وبحسب "لو فيغارو" يتوقف نجاح الصفوف متعددة المستويات على التنظيم المدروس وأساليب التدريس الاستراتيجية، بينما يمكن لهذه الصفوف أن تعزز مسؤولية الطلاب واستقلاليتهم وتعاونهم، يجب على المعلمين تخطيط مناهجهم بعناية لاستيعاب الطلاب في مختلف المستويات، من خلال تهيئة بيئة تعليمية داعمة وإجراء روابط بين الدروس السابقة والمستقبلية لتحقيق أقصى استفادة للطلاب.
