ترامب: بحثت مع القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية "دفع ثمن حمايتهم"
يرى الفنان عمر العبداللات أن ما يميز فن الكاريكاتير هو بساطة الطرح، وخلال حديثه مع "إرم نيوز" أكد "العبداللات" أن شعبية فن الكاريكاتير لأنه ليس له جمهور محدد، ففئته كبيرة جدًا، وهو يختزل قضايا عميقة، وقد تصنف خطيرة أحيانًا.
في هذا اللقاء نود أن نتعرف أكثر على فن الكاريكاتير:
- الكاريكاتير فن ناقد، ولاذع، والكثير من الرسامين تم استهدافهم، ناجي العلي مثلًا، وآخرون اعتُقلوا، لماذا؟
نعم الكاريكاتير فن لاذع وساخر، وتم استهداف رسامي الكاريكاتير في العالم العربي مثل: الشهيد ناجي العلي، والراحل مؤيد نعمة، والعديد من الرسامين الآخرين، ويمكن أيضًا التطرق إلى كُتّاب الأدب الساخر والشعراء كذلك في العقود الأخيرة، وأعتقد أن الطابع الأمني يطغى أكثر، ويجب دعم الإبداع والطاقات، وأن يُعطى للأديب أوالشاعر أوالكاتب حقه في مساحته الشخصية، وبالذات في نقد السلطات.
الكاريكاتير هو البساطة في الطرح، وشعبية هذا الفن لأنه ليس له جمهور محدد، ففئته كبيرة جدًا، وهو يختزل قضايا عميقة، وقد تصنف خطيرة أحيانًا بشكل يستطيع أي متلقٍ أن يلتقط هذه الرسالة ويتأثر بها، ويمكن أن تكون له مساهمة في تغيير قرار أو تسليط الضوء على قضية قد تحاول بعض السلطات إخفاءها، أو جعلها من الأمور التي لا يتم السؤال عنه، لذلك دائمًا رسام الكاريكاتير، وبالذات المستقل، لا يتبع لأجنادات معينة، إنما لمصلحة المجتمع الذي هو جزء منه بالتأكيد.
- تغلُب على رسوماتك القضايا الاجتماعية، هل أنت مع الدفاع عن قضية واحدة؟
لعله في بدايات تجربتي كنت أتخصص أو أرسم حول قضايا اجتماعية، ولم أكن أعي دور الرسام، وكنت أظن أن التطرق لقضايا اجتماعية هو أمر كافٍ لرسم ابتسامة على جه القارئ أو المتابع، لذلك لم أكن أعي تمامًا عمق هذا الفن، وكم يحتاج الرسام كي يتطرق لقضايا مختلفة، وبالتدريج والقراءة بشكل أكثر مثل قراءة كتاب إدوارد سعيد "المثقف والسلطة" أصبحت أتطرق لقضايا مختلفة، ومهمة الرسام تطوير وتنوير وتنمية المجتمع من خلال أعماله، وألا يكون تابعًا أعمى لعامة الناس، فوظيفته أن يساعد نفسه والآخرين كي يرتقوا بفكرهم وإنسانيتهم.
من القضايا التي أصبحت أتطرق لها، قضايا سياسية، واجتماعية ورياضية واقتصادية، وفي مرحلة متقدمة أصبحت أخرج من ثوب رسام الكاريكاتير، لأنه لم تكن لدي مساحة كافية أنشر من خلالها، فبدأت أُنوع في طرق الطرح مثل التمثيل، والرسوم المتحركة، وورش الرسم، لتصل إلى أكبر فئة من الناس، وبطرق مختلفة، لضمان استمرار التجربة لأكبر فترة ممكنة.
- برأيك كيف، وما مدى تأثير البيئة على الفنان؟
الفنان سواء كان شاعرًا أو ممثلًا هو في النهاية يتأثر بالتأكيد بالبيئة، ويقدم خطابه لجمهور معين، ويتبع قوانين بلد معين، وسيكون موجودًا بين جهتين: كسر الخطوط الحمراء، أو المعايير والقوانين، أو أن يرتقي بنفسه وفكره أمام الجمهور، وهنا يكمن الصراع.
وفي النهاية يمكن أن يتأثر بشكل كبير بالبلد التي ينتمي إليه، وبالتأكيد سيتأثر الجمهور بأعماله، لكن وظيفته أن يخوض هذا الصراع، وأن يتقدم للأمام بالمحتوى الذي يقدمه، وإلا أصبح الفنان بدل أن يساهم بحل المشكلة سيصبح جزءًا من المشكلة نفسها إذا لم يساهم بالتنوير، وعليه أن يساعد بتعزيز الفكر النقدي لدى الجمهور والمتابعين، ويساهم أيضًا - قدر المستطاع - بتغيير أي شيء في المجتمع الذي يعيش فيه.
- ما الرسمة التي سببت لك مشاكل على الصعيدين السياسي و الاجتماعي؟
لم أتأثر بشكل مباشر بعمل ما، لكن الفكر الذي أحاول طرحه في الأعمال هو من أثر تجربتي، والبعض يحاول أن يشيطن الرأي الآخر، لكن هذا جزء بسيط من معاناة العديد من رسامي الوطن العربي بشكل عام، وما تعلمته من تجربتي أن لعب دور الضحية أمر غير صحي بل تجب المساهمة بالتغيير بأي وسيلة ممكنة ولو بتعليم طفل ما رسم الكاريكاتير، أو طالب جامعي، أومجموعة شباب، تعلمهم التفكير الإبداعي من خلال الورش، أو حتى من خلال طرح فكرة على "الفيس بوك"، وأن تبحث عن مساحات أخرى غير المكان الذي أنت فيه، وأن تساهم بدعم زملائك الذين هم عائلتك وإخوانك، وأن تساهم بصناعة برامج سياسية، فذلك أحد أشكال الاستمرارية، وألا تحصر نفسك في المكان الصعب، بل عليك أن تنطلق، وتتقدم إلى الأمام ما استطعت.
إن فن الكاريكاتير، وغيره من الفنون، هو إرث عظيم ولابد من الحفاظ على هذا الإرث، وألا ينتهي المطاف عندك فقط، بل شجع زملاءك على الاستمرار إلى الأمام، من خلال إقامة المعارض، وإلقاء الخطابات، وأن نُلهم أنفسنا والآخرين، وأن نكون نسخة أفضل من أنفسنا على الصعيدين الإنساني والفكري، وكل ما هو جميل.