تجدد الغارات الأمريكية على مدينتي صنعاء وصعدة في اليمن
لم يحمل فوز فيلم "أنورا" بجائزة الأوسكار لـ"أفضل فيلم" أي مفاجأة حيث كان على رأس قائمة الأعمال المرشحة للجائزة، باعتباره عملًا يغرد خارج سرب السينما التجارية ويجمع بين التشويق والرومانسية في إطار كوميدي غير تقليدي.
ويعود جزء كبير من جاذبية الفيلم الذي أخرجه شون بيكر إلى العزف على وتر المشاعر البريئة وقصص الحب في نسختها الكلاسيكية، التي تفجر حالة من الحنين لدى المتلقي.
ويعيد الشريط السينمائي قصة "سندريلا" إلى الأذهان من خلال شخصية "راقصة تعر" تعاني الازدراء الطبقي والاجتماعي بسبب طبيعة مهنتها، لكنها تقع في غرام ابن ملياردير روسي.
وفضلًا عن "الجائزة الكبرى"، حصد "أنورا" كذلك جوائز "أفضل ممثلة" لمايكي ماديسون، و"أفضل سيناريو"، و"أفضل مونتاج"، و"أفضل مخرج"، ليرسخ من وجوده كعمل يسير عكس التيار الفني السائد ويقدم نموذجًا مدهشًا لـ "السينما المستقلة".
وإذا كانت تجارب هذا النوع من السينما ارتبطت في أذهان البعض بالتقشف في اللغة البصرية وتقديم موضوعات "غير شيقة" للمتفرج العادي، فإن "أنورا" يفعل العكس تمامًا وينتزع آهات الجمهور من خلال استعادة "حدوتة السندريلا" في نسخة معاصرة.
وينتمي الفيلم كذلك إلى ما يعرف بسينما "الكوميديا السوداء" والتي تشير إلى تقديم المآسي والموضوعات التراجيدية في إطار فكاهي ساخر، وهو ما يعبر عنه المثل العربي " شر البلية ما يضحك".
واللافت أن إجمالي ميزانية إنتاج الفيلم الذي تم تصويره بين لاس فيغاس ونيويورك لم تتجاوز 6 ملايين دولار، وهو ما يؤكد أن صناعة فن راق وملهم لا تتطلب بالضرورة فتح الخزائن وإنفاق مئات الملايين من الدولارات.
وحصد الفيلم العديد من الجوائز قبل الأوسكار، مثل: "السعفة الذهبية" في مهرجان "كان" السينمائي، وكذلك جائزتا نقابة المخرجين الأمريكيين ونقابة المنتجين الأمريكيين، فضلًا عن جائزة "أفضل فيلم" في حفل توزيع جوائز اختيار النقاد.
وسبق أن وصف المخرج الأمريكي فيلمه بأنه "دراما كوميدية ومغامرة تدور حول قصة حب تم تصويرها بأسلوب جمالي أقرب إلى صفاء سينما السبعينيات".
وقال في سياق حديثه عن تلك التجربة إن "صناعة فيلم مستقل ليس بالأمر السهل على الإطلاق بغض النظر عن عدد الأفلام المتوفرة لديك.. أشعر بأنني محظوظ جدًّا لأنني حصلت على الموارد والدعم لتحقيق رؤيتي بطريقة لا تقبل المساومة".