تقع منطقة البحر الأسود على الساحل الشمالي لتركيا، وهي وجهة آسرة، وغالبًا ما يتم تجاهلها، وتزخر بالجمال الطبيعي، والتاريخ الغني، والتجارب الثقافية الفريدة.
على عكس المسارات المألوفة على سواحل البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجة في تركيا، توفر منطقة البحر الأسود تجربة أكثر هدوءًا وبعيدًا عن الزحام، مما يجعلها جوهرة مخفية للمسافرين المغامرين.
وبحسب ما نقلته صحيفة "تايمز أو إنديا"، فإنّ إحدى السمات البارزة لمنطقة البحر الأسود، مناظرها الطبيعية المتنوعة والغنية. إذ تشتهر المنطقة بتلالها الخضراء، وغاباتها الكثيفة، وسواحلها الرائعة.
ومن أبرز معالم الجمال الطبيعي في المنطقة بحيرة "أوزنجول"، وهي بحيرة مياه عذبة خلابة تحيط بها غابات الصنوبر والقمم العالية. ويمكن للزوار الاستمتاع بالمشي الهادئ على طول شواطئ البحيرة، أو الشروع في نزهات أكثر تحديًا في الجبال المحيطة.
وإلى الداخل، توفر جبال "كاتشكار" بعضًا من أفضل فرص الرحلات في تركيا. تسمح شبكة المسارات الواسعة في المنطقة لممارسي رياضة المشي لمسافات طويلة باستكشاف مروج جبال الألب، والبحيرات الجليدية، والمناظر البانورامية المذهلة. تجعل التضاريس الوعرة والنباتات المورقة من هذه المنطقة جنة لعشاق الهواء الطلق.
علاوة على ذلك، فإن منطقة البحر الأسود غارقة في التاريخ والثقافة، مع تأثيرات من حضارات مختلفة بما في ذلك الإغريق، والرومان، والعثمانيون. ومن أبرز المواقع التاريخية في المنطقة مدينة أماسرا القديمة. تتميز هذه المدينة الساحلية الساحرة بآثار رومانية وبيزنطية محفوظة جيدًا، وميناء خلاب، وقلعة توفر إطلالات خلابة على البحر الأسود.
ويعد دير "سوميلا" من المعالم البارزة في مدينة طرابزون. يقع هذا الدير الأرثوذكسي اليوناني القديم على منحدر في متنزه Altindere Valley الوطني، ويعود تاريخه إلى القرن الرابع. تجعل اللوحات الجدارية المذهلة للدير وموقعه الدرامي مكانًا مميزًا لهواة التاريخ والمهتمين بالهندسة المعمارية الدينية.
وتشتهر هذه المنطقة أيضًا بمطبخها المميز، الذي يتأثر بشدة بمحيطها الزراعي الخصب. تشمل الأطباق التقليدية "الموهلمة" (الكويماك)، وهو طبق كريمي من دقيق الذرة، وسمك "الهمسي"، وهو نوع من الأنشوجة التي تعد عنصرًا أساسيًا في النظام الغذائي المحلي. يساهم استخدام المكونات الطازجة من مصادر محلية وطرق الطهي التقليدية في تقديم تجربة طهي غنية ولذيذة.
كما أن المهرجانات التقليدية والرقصات الشعبية والحرف اليدوية، توفر للزوار رؤى أعمق للتقاليد الثقافية في المنطقة.
