السفارة الروسية: نوصي المواطنين الروس بالامتناع مؤقتاً عن السفر إلى إيران
بعد تكريمها في مصر.. من هي ملحة عبد الله "سيدة المسرح السعودي"؟
حالة من الارتياح سادت الشارع المسرحي العربي بعد اختيار الكاتبة السعودية ملحة عبد الله لتكون ضمن قائمة المكرمين في الدورة 31 من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي والذي تستمر فعالياته حتى 11 سبتمبر/أيلول الحالي.
تتعدد أدوار ملحة عبد الله ما بين التأليف والنقد والبحث العلمي والمقال الصحفي، ولم يأت إطلاق لقب "سيدة المسرح السعودي" عليها من فراغ، فقد تجاوزت مؤلفاتها الإبداعية المباشرة عتبة الـ60 نصا، فضلا عن عشرات المؤلفات الفكرية الأخرى التي تتناول جذور المسرح السعودي وعناصر البداوة والحضارة الإسلامية التي شكلت إرهاصاته الأولى وحضور المرأة في المشهد الثقافي العام بالمملكة.
وُلدت ملحة بمدينة أبها، جنوب السعودية، وسط مؤثرات طبيعية ملهمة تحرّض على الخيال، إذ كان يقع منزلها وهي طفلة في الستينيات فوق ربوة جبلية مرتقعة بحيث تطل من شرفة البيت فترى السحب والطيور تمر أسفل ناظريها في مشهد مذهل ومهيب.
وكانت كلما هبطت إلى السفح تجد نفسها محاطة بالشلالات والأشجار والجبال وسط تقاليد عريقة شديدة الخصوصية، فتحركت مخيلتها وأصبحت تجد في نفسها هذا النداء الخافت الغامض الذي يشد كل مبدع حقيقي نحو قدره المحتوم.
كان والدها الذي يعمل بوزارة المعارف، التربية والتعليم حاليا، يصطحبها معه إلى بروفات المسرح النسائي في مدارس البنات وشاركت في تقديم بعض العروض، كما تعرفت على سينما الستينيات بمصر من خلال آلات العرض السينمائي التي كانت توضع في بعض البيوت في أبها.
تزوجت ملحة عبد الله وأنجبت في سن مبكرة للغاية حتى أنها عندما بلغت 21 عاما كانت أما لستة أبناء، فضلا عن مسؤوليتها الكاملة عن خمسة إخوة تركتهم والدتها أمانة في رقبتها، باعتبارها الشقيقة الكبرى، بعد رحيل الأم.
لم تكن تلك المشكلة الوحيدة التي شكلت عائقا أمامها حين أرادت التخصص في المسرح، فقد كان هذا الفن في نسخته السعودية آنذاك حكرا خالصا على الرجال، فضلا عن عدم توفر المراجع والدرسات المؤسسة له نظريا وبحثيا.
حطت الفتاة الشابة رحالها في مصر والتحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية، حيث تتلمذت على يد الجيل الذهبي لأساتذة الدراما والنقد والأدب واللغة والإعلام، مثل سعد أردش وسناء شافع ولويس عوض ورشاد رشدي وأحمد سخسوخ وفوزي فهمي.
من أعمالها المسرحية "المسخ"، "الطاحونة"، "الحجلة وعين العفريت"، "صهيل"، "الجسر"، "السور"، "ضبط وإحضار".
ومن مؤلفاتها الفكرية "البعد الخامس في التلقي والمسرح"، "مسرح المرأة بين الأساس القبلي والتحديث"، "الجزيرة العربية: الهوية - المكان – الإنسان"، "اللذة والكدر: مقالات في المسرح والدراما".
صدرت أعمالها الكاملة في 5 مجلدات كبرى يحتوي كل ما مجلد على ما يزيد على 600 صفحة، لتكون تجربتها متاحة أمام مختلف الأجيال من المسرحيين والباحثين بشكل موثق.
حازت على العديد من الجوائز والتكريمات المختلفة منها جائزة الهيئة العالمية للمسرح ( ITI ) التابعة لمنظمة اليونسكو، عن مسرحيتها "العازفة".
