الحرس الثوري: قدرات إيران العسكرية "خط أحمر" في المحادثات مع واشنطن
وجّه الشاعر اللبناني وديع سعادة، الذي يُعد أحد أبرز شعراء "قصيدة النثر" في العالم العربي، سؤالًا صادمًا إلى قرائه وأصدقائه ومتابعيه عبر صفحته بموقع "فيسبوك": "أحبُّ أن أعرف ماذا ستقولون عني بعد وفاتي؟".
وجاء السؤال مفاجِئًا دون مقدمات، خاصة أن صاحبه يتمتع بصحة جيدة؛ ما جعل كثيرين يتعاملون مع الأمر باعتباره "شطحة" من خيالات الشعراء ونزقه، وإن لم يُخف البعض انزعاجه من تفكير "سعادة" في الموت! وطرح علامات استفهام مقبضة وحزينة.
وتوالت التعليقات التي تشيد بموهبة ومسيرة الشاعر الذي ولد في عام 1948 بقرية "شبطين" بشمال لبنان وهاجر إلى إستراليا في 1988 واشتٌهر بتناول فكرة الموت والدماء والحروب والحزن من منظور جديد مختلف، ولغة غير مسبوقة وتراكيب لغوية مبتكرة.
وجاء في أحد التعليقات التي كتب معظمها مثقفون وأدباء، وإن كانوا لا يحظون بشهرة كبيرة: "إنسان بسيط ذهب للأشياء دون قناع، رجل عظيم صاحب تجربه ثريه ومديدة، شاعر فريد سار عمُرَهُ بمحاذاة الموت والخطر دومًا، وترك لنا إرثًا سيظل خالدًا أبد الدهر، أطال الله في عمرك، يا حبيبنا!، وأدام علينا بهاءك".
وجاء في تعليق آخر: "سؤال جريء يتمناه كثيرون من الشعراء خاصة، كلنا يتمنى أن يعرف ماذا سيقول عنه الناس كشاعر طبعًا، سؤالك قصيدة يكتبها الآخرون، أعتقد أنك اعتمدت على موهبتك وكنت تكتب قصيدتك وتمضي، القصيدة حياة وأنت جسَّدتها".
واتخذت بعض التعليقات شكلًا فلسفيًّا متشائمًا كما في هذا التعليق: "دائمًا مقترن عندي مفهومك عن معاناة الحياة مع مفردات اسمك.. الوداعة والسعادة، تبدأ الحياة في اليوم الأخير، الأيام كثيرة، لكن الحياة قليلة، تتأجَّل من يوم إلى يوم، وحين لا يبقى غيرُ يوم تتدفق كلها إليه علَّها تحيا فيه!… وهكذا تبدأ الحياة، فقط حين انتهائها، ولذلك، لن تعاش الحياة أبدًا."
والجدير بالذكر، أصدر وديع سعادة مجموعته الشعرية الأولى بخط اليد في العام 1968، ووزعها على أصدقائه، قبل أن يصدر الديوان مطبوعًا مطلع ثمانينيات القرن العشرين، وكانت المجموعة تحت عنوان" ليس للمساء إخوة"، والتي استهلها بثلاثة أسطر شعرية شهيرة: "في هذه القرية التي تستيقظ / لتشرب المطر / انكسرت في يدي زجاجة العالم".
وتعلق الناقدة السورية البارزة خالدة سعيدة على تجربة وديع سعادة قائلة: "وديع يكتب الشهاب الذي تتركه الكارثة وراءها، يكتب انتهاك الحميم وقطع المسار ومفاجأة الأحلام؛ وفي ذلك يرسم العالم كوعي مجروح وحضور مسلوب".