logo
منوعات

أمستردام.. حسناء المدن التي روّضت وحش المياه (فيديو إرم)

أمستردام.. حسناء المدن التي روّضت وحش المياه (فيديو إرم)
جانب من امستردام
20 يوليو 2024، 2:28 م

واحدة من أجمل مدن العالم التي تتيه على الدنيا بطبيعة فريدة وقنوات مائية وتصاميم معمارية جعلت منها جنة مصغرة تستقطب الملايين من كل حدب وصوب ليرتموا في أحضان عاصمة الهدوء، وواحة العشاق. 

أمستردام.. العاصمة الهولندية التي تنفرد عن بقية العواصم بمقاومتها الشديدة للضجيج، وعدائها الصريح للسيارات، ومساحة المياه الشاسعة التي تخترق جبينها، وتشكل قسماتها حتى لتبدو وكأنها بحيرة خرجت منها بيوت وشوارع. 

 

الدراجات الهوائية هي لغة المواصلات المعتمدة بحكم الثقافة والتجربة العملية، إذ يزيد عددها على عدد السكان البالغ 750 ألف نسمة بحسب إحصائية تعود إلى 2013، فضلاً عن خطوط الترام. أما السيارات بصخبها وعوادمها وتلوثها فلا تكاد تجد لها مكانًا داخل المدينة التي تستحم في جمال خلاب، وتغفو تحت أشجار الوداعة، وطزاجة أنفاس الصباح.

رغم أنها تشتهر بالقنوات المائية، فإن الأمر له بعد آخر، حيث تعاني هولندا بأكملها باعتبارها "الأراضي المنخفضة" من وحش المياه الذي كان لابد من ترويضه والسيطرة عليه، إثر تحويله لقنوات هادئة في بلد معرض لخطر الفيضانات المدمرة الذي كان يتعين عليها مواجهته بشبكة سدود تجاوزت 17 ألف سدٍ. 

صيفها دافئ، ونادرًا ما يكون حارًا رغم أنف التغيرات المناخية، أما أشهر الشتاء الطويلة فتشهد نهارات غائمة طوال الوقت مع رذاذ دائم، وأمطار متقطعة، وبرودة قاسية متأثرة بالصقيع القادم من دول إسكندنافيا وروسيا.

اسمها مشتق من كلمة "أمستليردام"، بمعنى "سد على نهر الأمستل" وقد ظهر الاسم لأول، في 27 أكتوبر 1275، حين تم إعفاء السكان الذين ساهموا في بناء أحد الجسور على هذا النهر من دفع بعض الرسوم والضرائب في عهد الكونت فلوريس الخامس.

وبينما كانت أوروبا تعيش أشد عصورها ظلامًا فيما يتعلق بالاضطهاد الديني والحروب التي تحمل شعارات مقدسة في القرون الوسطى، تحولت أمستردام إلى واحة التسامح، وقبول الآخر التي يلوذ بها يهود شبه الجزيرة الإيبرية. 

أصبحت في القرن السابع عشر أحد أغنى مدن العالم، وواحدة من عواصم التجارة العالمية عبر أسطول من السفن التي كانت تبحر إلى بحر البلطيق، وأمريكا الشمالية، والهند، وأفريقيا، وهو نفس القرن الذي فقدت فيه 10% من تعداد سكانها بسبب الطاعون. 

زارها الرحالة العربي شهاب الدين أحمد بن قاسم الحجري، مواليد 1569 في الأندلس، وتحدث عنها في كتابه "رحلة الشهاب إلى لقاء الأحباب" قائلاً: "ولما أن بلغنا إلى مدينة مسترضام، رأيت العجب في حسن بنيانها، ونقائها، وكثرة مخلوقاتها، والتقيت بمن رأى بلاد المشرق، وبلاد الصقالبة، ورومة، وغيرها من بلاد الدنيا، قال لي إنه ما رأى مثلها في الزين والملاحة". 

ورغم الطرز المعمارية البديعة لمبانيها التي تزدان بأكبر قدر من النوافذ وألوانها المدهشة التي يندر أن تجد لها مثيلاً في بهجتها، إلا أن غالبية تلك المباني مشيدة على أعمدة بسبب هشاشة التربة وتأثير المياه. وتنقسم تلك الأعمدة إلى خشبية قديمة وإسمنتية حديثة، لتكون سرًا آخر من أسرار السحر والخصوصية في مدينة شديدة البهاء. 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC