للمرة الأولى.. أيمن زيدان يلتقي الجمهور السعودي بـ "أيام الرصاص"

للمرة الأولى، يطل الفنان السوري أيمن زيدان على جمهور السينما السعودية من خلال فيلمه الأحدث "أيام الرصاص"، الذي كتبه بالمشاركة مع أحمد عدرة.

ويسعى زيدان في هذا الفيلم إلى الانخراط أكثر في حيثيات المجتمع السوري زمن الحرب، والمتغيرات الكبيرة التي حصلت فيه، محاولاً رصد تلك التغيرات النفسية والاجتماعية على أبطال العمل، ومن خلالهم يتم تصوير ما طرأ على المجتمع عموماً من مستحدثات تركت آثارها على الكبير والصغير. 

الشخصية المحورية في الفيلم يجسدها أيمن زيدان نفسه، وهي للمحقق السابق أبو جمال الذي عاش حياته وفق مبدأ القسوة التي تفرضها مهنته، ويتزامن يوم تقاعده مع انطلاق الأحداث في سوريا، ولخوفه من التغيرات الحاصلة، التي ستطاله شخصياً، يطلب تمديد خدمته بغية الاستفادة من خبراته الكبيرة، لكن طلبه يواجه بالرفض، فيصبح متقاعداً بين أفراد عائلته التي لم يبقَ له سواها ليفرض عليهم بشكل مكثف شروطه الحياتية القاسية. 

وفي خضم الأحداث الجديدة، يترك ابنه البيت، ليصبح حفيده محور حياته، وما هي إلا أيام قليلة حتى تهرب ابنته الأقرب إلى قلبه يوم زفافها، لرفضها العريس الذي اختاروه لها، فتصبح حياة الأب مأساوية في ظل الفضيحة المجتمعية التي صنعتها الابنة، لذلك يسعى للانتقام منها، لكن لا يتم الأمر كما رسم له. 

هنا تتوسع دائرة الأحداث، فلم تعد مقتصرة على أفراد عائلة أبو جمال، وإنما تمتد لنتعرف إلى الصهر الانتهازي الذي انضم إلى أولئك الذين يسرقون كل ما تصل إليه أيديهم من إخوتهم السوريين، من أثاث بيوتهم وملابسهم، أي أنه يصبح من "المُعفِّشين"، وهناك أيضاً المحامي الذي يحتال مُسخِّراً قضايا الناس لتصب في مصلحته الشخصية، وغير ذلك.

لكن تماهي أبو جمال مع شخصيته كمحقق سابق تدفعه إلى أماكن خطيرة؛ إذ إن أفعاله وتصرفاته اللامنطقية تقوده إلى مجازفات غير محسوبة النتائج، لكن رغبته في الانتقام والحصول على إجابات للأحداث المحيطة به، من عقوق ابنه وهرب ابنته، يدفعانه لسلوك دروب محفوفة بالمخاطر من دون أي تفكير منطقي. 

 فمثلاً، حين يعرف مكان وجود ابنته يقرر الذهاب إليه لقتلها بعد الفضيحة التي ألصقتها به، وحين يصل يجدها مقتولة مع عشيقها الذي لجأت إليه. وفي انعطافة درامية قاسية، نرى أبو جمال قد سلَّم نفسه مُعترفاً بجريمة لا يد له فيها، وكأنه بذلك يحمّل نفسه مسؤولية كل ما اقترفه في الزمن الماضي البعيد والقريب من قسوة لا مبرر لها. 

كما تترسخ في فيلم "أيام الرصاص" الحبكة البوليسية، وتصبح خطوط السرد داعمة لمبدأ التشويق، فمثلاً رغم مشاهدتنا للكثير من الأشخاص الذين قُتلوا في حيثيات الشريط، لا نتعرف على القاتلين حتى اللحظات الأخيرة، وفق متتاليات درامية تجعل المشاهدين في حالة ترقب دائم لمعرفة التفاصيل، وهوية الجُناة. 

يذكر أن الفيلم من إنتاج المؤسسة العامة للسينما في سوريا، وشاركه في التمثيل كل من سعد مينه، ولمى بدور، وحازم زيدان، وعبد الفتاح مزين، ودلع نادر، وسالي أحمد، وغابرييل مالكي، وحسام سلامة، وكضيفي شرف: جود سعيد، وعلاء قاسم.