logo
منوعات

الشعراء بالآلاف.. لكن القصائد نادرة

الشعراء بالآلاف.. لكن القصائد نادرة
تعبيرية المصدر: Getty Images
11 أغسطس 2024، 10:22 ص

قبائل كاملة من الشعراء، تملأ صفحات السوشيال ميديا، ولا يتراجع العدد في قوائم دور النشر، فتحتلُّ مقدمة المطبوعات فيها، كتبُ الشعر المذيّلة بعبارة "نصوص مفتوحة"، أو "حرة". في حين لم تشهد العربيةُ، ولادة شاعر نابغة، طيلة العقود الماضية.

فلماذا كثر الشعراء وقلَّ الشعر؟

السؤال يتسبب بجدل وخلافات بين النقاد، ومن شاؤوا إعطاء أنفسهم لقب "شاعر" على إنستغرام وفيسبوك، فالقسم الأول يرى أن هناك تدميرًا ممنهجًا لـ"ديوان العرب"، في حين يعتقد "الشعراء" أصحاب اللقب، أن القصائد بخير.

وبالنظر إلى المنشورات الشعرية المطبوعة والإلكترونية، إلى جانب ما تلقيه منابر المهرجانات على الجمهور، يؤكد أن هناك عطبًا كبيرًا، قد ألمَّ بالقوافي والبحور والتشابيه، عدا عن أزمة كبرى تحدق بحرف الضاد، وتتجلى بوقوع "فرسان" قصيدة اليوم، في أخطاء النحو والإملاء.

"إذا مات الشعر.. مات العرب"

وفي محاضرة بمعرض الشارقة للكتاب، قال أدونيس "إن مستقبل الشعر العربي ومستقبلنا كعرب مرتبطان، فإذا مات الشعر عند العرب، مات العرب أنفسهم".

هذه الحقيقة الصادمة، يؤكدها الأديب محمد عزوز، الذي يعمل على توثيق التجارب الإبداعية، في سلسلة كتب تصدر تباعًا، ويقول عزوز لـ"إرم نيوز" "نحن في العقد الثاني من تراجع الشعر، وما يجري، هو انعكاس للانحطاط الفكري والأدبي العام".

ورغم أن الشاعر أحمد إسكندر سليمان، مؤسس صفحة "الأيقونات السورية"، يرى أن العالم في ظل الوسائل المتاحة، يمكن أن يكون مسرحًا للشعر، بيد أنه يتوقع تبدلاً في القضايا والعناوين، ليصبح بعضها بلا قيمة، ويضيف سليمان لـ"إرم نيوز": ستبقى الرموز الشعرية التي استقرت ولكن الموجات المتلاحقة من الشعر، ستشكل ظاهرة ما، وستتحكم بها المهرجانات ورؤوس أموال المؤسسات الداعمة وبعض مهندسي العلاقات العامة.

أخبار ذات علاقة

أيمن بهجت قمر: البحث عن "الملذات" سبب سقوط مشاهير الشعر الغنائي‎

 ويرى الشاعر فاتح كلثوم، أن الشعر عملية إبداعية شخصية، ويشبّهه بصوت الأمة المخفي الذي لا يمكن أن يموت. ويؤكد كلثوم لـ"إرم نيوز" "نراهن على المواهب الجريئة، في خلق قصيدة تناسب التطورات، وهذا يتطلب ثقافة كبرى يمتلكها الكاتب".

"ليسوا شعراء"

أما الكاتب عزوز، شن هجومًا على شعراء "السوشيال ميديا"، ورفض تسميتهم بالشعراء، حتى الملتقيات الثقافية المتورطة بالدعاية لأولئك، لا تبدو بريئة بالنسبة إليه، قائلًا"انزوى الشعراء الحقيقيون، ولم نعد نسمع بأسمائهم، وغاب النقد تماماً، وتحول لإطراءات أو انطباعات شخصية. الساحة الأدبية خالية من نقاد يقوّمون التجارب، التي من فرط هشاشتها، لا تستحق التقويم".

وشكلت "قصيدة النثر"، عامل حماية وصك غفران لشعراء اليوم، فصاروا يكتبون أي شيء تحت بند الشعر، ويضيف عزوز "قصيدة النثر لها قواعد وأصول يجهلها أكثر أولئك الكتاب".

ولم ينجُ شعر التفعيلة، والشعر العمودي، من العبث، إذ ساد الجهل العروضي في كتابة هذا النوع من الشعر، ويقول عزوز "إنهم يحتمون من جهلهم العروض، بكتابة السجع الذي لا تقبله الأذن، وهو غير الشعر بالتأكيد".

تكلم.. حتى أراك

ورغم أن العرب، من أكثر الشعوب التي جسدت مقولة "تكلم حتى أراك"، بيد أن هشاشة الكتابة وزخم "الشعر" المتواضع اليوم، غيرتها لتصبح "اصمت كي لا أسمعك"، وتلك حالة يصفها الشاعر كلثوم بالمخزية، ففرسان الفصاحة والنطق السليم، باتوا يتلعثمون، وهم يحولون "ديوان العرب" وسجل فخرهم وحياتهم، إلى "منشورات" محطمة، لا لغة فيها ولا خيال.

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC