إعلام حوثي: 11 غارة أمريكية استهدفت مناطق عدة في صنعاء
تصدر فيلم "الهوى سلطان" إيرادات شباك التذاكر في مصر مؤخراً بمثابة مفاجأة من العيار الثقيل؛ إذ كسر العمل الذي تلعب بطولته منة شلبي وأحمد داوود هيمنة ثنائية أفلام الحركة والكوميديا على السوق السينمائية في السنوات الأخيرة.
هنا الرومانسية عبر قصة حب معقدة وملتبسة هي البطل الأساسي والمحرك الفعلي للأحداث، على عكس بقية أفلام الحركة والضحك التي تجعل من العلاقة العاطفية بين البطل والبطلة مجرد خط مواز تقليدي يأتي في الخلفية باعتباره تحصيلاً حاصلاً.
ينبع التوتر الدرامي في العمل من تلك المنطقة الملتبسة والغامضة التي تقف في المنتصف بين الصداقة والحب بين " سارة " و"علي" الذين تربيا معاً منذ الطفولة ويجمع بينهما نوع من الارتباط الحميم العصي على التصنيف.
وهذا التوافق الشخصي النادر لا يمنع وجود خلافات حادة بينهما، فـ"علي" مهندس طموح يبحث عن نقلة في حياته، لكنه متردد، مشتت، لا يعرف من أين يبدأ الخطوة الأولى على طريق تحقيق ذاته وأحلامه، يفكر في الزواج بجدية باعتبار أن الاستقرار بداية النجاح وتحويل الطموحات إلى واقع.
بعكس "سارة"، فأنها تعمل كموظفة حكومية تعشق الرتابة والهدوء وتستمتع بسلامها الداخلي النابع من الروتين ومساحة الأمان والألفة، تكره التجديد وترتعب من فكرة التغيير.
ولامست القصة قلوب المشاهدين بسبب واقعيتها الشديدة والبساطة في الحكاية التي يشعر كل متفرج أنه مر بتفاصيل مشابهة لها بقوة، عبر جلسات المقاهي وحفلات الخطوبة ورحلة الأصدقاء في تجمع شبابي يغلب عليه طابع منتصف العمر وليس حماقات المراهقين.
تنتمي الشخصيات والأجواء العامة للطبقة الوسطى بشريحتها العليا؛ ما ساعد من تعميق الحس الواقعي؛ إذ غابت تلك الطبقة في السينما المصرية مؤخراً لصالح الطبقات الشعبية الفقيرة أو الارستقراطية التي بات يُطلق عليها " مجتمع الكمبوند".
وتلك الميزة الشديدة لم تخل من بعض السلبيات؛ إذ أدت الواقعية الشديدة إلى تكرار تفاصيل في الشخصيات والمواقف الدرامية سبق أن رأيناها في مسلسلات وأفلام سابقة على نحو يستدعي أجواء التسعينيات، كما جاء إيقاع الشريط السينمائي بشكل عام بطيئاً، نظراً لطول العمل الذي بلغ ساعتين و17 دقيقة، وكان يمكن اختصار الكثير من تفاصيله التي جاءت بمثابة "ثرثرة" درامية و"حشو" زائد.
ورغم جمال أغنيات الفيلم، لاسيما تلك التي أداها المطرب بهاء سلطان، والتي جاءت كتعليق على الأحداث مثل مواقف الفراق والوحدة واكتشاف المشاعر، إلا أن كثرتها العددية أثرت سلباً على التصاعد الدرامي وأعاق تدفق الأحداث.