الجيش الإسرائيلي يعلن تخفيف بعض الإرشادات الدفاعية
تغفو على شاطىء المحيط الأطلسي في هدوء مثل أميرة مدللة لا يستهويها الصخب، وهى ترنو إلى الأفق بعينين مشرقتين ملؤهما الأمل والسعادة، وترحب بيوتها بالناظرين كمتحف مفتوح للفن التشكيلي، تهيمن على لوحاته ثنائية الأزرق والأبيض.
تلك هى أصيلة، المدينة الساحلية المغربية بالغة الأناقة والجمال، والتي تقع على بعد 40 كيلومتراً جنوبي مدينة طنجة، أقصى شمال البلاد، وتعد واحدة من أصغر المدن في المغرب و لا تتجاوز مساحتها 33 كيلومتراً.
يعود تاريخها إلى ألفي عام مضت، وتعاقبت عليها الحضارات المختلفة من فينيقيين وقرطاجيين، كما طالتها يد الاستعمار. استقر بها النورمانديون القادمون من صقلية في القرن العاشر الميلادي، ثم احتلها البرتغاليون في القرن الخامس عشر، وسقط على أرضها صريعا ملكهم "دون سابستيان" أواخر القرن السادس عشر.
وقعت في قبضة الإسبان حتى أواخر القرن السابع عشر وهم نفس المحتلون الذين نالوا منها مجددا في القرن العشرين، قبل أن تتحرر منهم إلى الأبد، عُرفت منذ العصر الفينيقي بالاسم الأمازيغي "زيليس" أو "زيلي"، بمعنى "المدينة الجميلة، وأطلق عليها البرتغاليون اسم "أرزيلا" التي تم تحريفها لاحقا لتصبح "أزيلا"، قبل أن يصبح اسمها النهائي "أصيلة".
اشتُهرت المدينة بموسمها الثقافي الدولي الذي يتجدد كل عام منذ 1978 وتحول بمرور السنين إلى كرنفال يمزج فنون الأدب والشعر والموسيقى والفن بأنواعه، فضلا عن أنها تزخر بالعديد من المعالم التي تعزز مكانتها كمركز ثقافي وتراثي لافت مثل "برج القُمرة" وهو مركز مراقبة متقدم يقع على المحيط مباشرة.
