آثار زلزال سوريا
آثار زلزال سورياأ ف ب

الزلازل "ترعب" السوريين والمحطات تسجل هزات عدة يوميا

يعيش السوريون رعباً من الزلازل منذ حدوث "الزلزال الكبير"، في فبراير/شباط العام الماضي، الذي أدى إلى مقتل وتشريد الآلاف من الناس، وتسوية أحياء كاملة بالأرض شمالي حلب وإدلب وصولاً إلى تركيا.

وكل يوم، يعلن المركز الوطني للزلازل التابع لوزارة النفط والثروة المعدنية تسجيل عدة هزات خفيفة في سوريا، لكن مفعولها يكون قوياً عند السكان الذين يتتبعون التوقّعات والأخبار ويفكرون في طريقة لتلافي الخطر.

وبعد "الزلزال الكبير" العام الماضي، أدى الخوف إلى انتشار "متلازمة الشعور بالهزات" عند الكثير من الناس، خاصة الأطفال، إذ يشعر المصاب أن الأرض تهتز من دون أن يكون هناك زلزال، وغالباً ما يستيقظ المريض مرعوباً في الليل وهو يعتقد أن الأرض تهتز.

وعمد بعض الناس إلى اقتناء خيم صغيرة تتسع لأفراد العائلة لاستخدامها إذا اضطروا لمغادرة المنزل، وبعضهم الآخر وضع خططاً مسبقة لكيفية التصرف إذا حصلت الهزة بشكل مفاجىء.

ويتفق سكان الطوابق العليا على ضرورة الصعود إلى أسطح البنايات، بينما يفضل القريبون من الطابق الأرضي الخروج للشارع، أما سكان الطوابق المتوسطة فيبدون في حيرة، هل يصعدون أم ينزلون، خاصة في الأبنية العالية التي لا تترك للسكان وقتاً كافياً للتفكير.

أخبار ذات صلة
بعد عام من زلزال سوريا.. أحدث ظهور للطفلة المعجزة "عفراء" (صور)

"الهزات الوهمية"

وتعليقا على ذلك، قالت الدكتورة أليسار عجوب إن "متلازمة الشعور بالهزات الوهمية حالة طبيعية خاصة عند الأطفال الذين تعرضوا لهذه التجربة سابقاً وشاهدوا نتائجها".

وأضافت، لـ"إرم نيوز"، أن "الشفاء من هذه المتلازمة يتطلب وقتاً وشعوراً من الأمان والطمأنينة لدى المريض".

وبعد زلزال فبراير/شباط 2023، كثر الطلب على استئجار المنازل الأرضية، خاصة في المدن القريبة من مركز الزلزال.

وانتقل بعض الأسر للأرياف، وسكن بعضها في المزارع، خاصة سكان الطوابق العليا الذين عانى أطفالهم اضطرابات شديدة.

ويترقب الناس بخوف تصريحات العالم الهولندي هوغربيتس، الذي تنبأ بزلزال فبراير/شباط 2023، ويأخذون كلامه على محمل الجد، وقد استعدوا يومي 17 و 18 يونيو/حزيران الجاري، وسهروا حتى الصباح، بناء على تحذيرات هوغربيتس. إلّا أن علماء الزلازل يؤكدون عدم إمكانية التنبؤ بمواعيد وقوع الهزات الأرضية.

أخبار ذات صلة
الأمم المتحدة: 4300 قتيل و7600 جريح جراء زلزال سوريا

الحقائب عند الباب

يحرص سوريون على الاحتفاظ بحقائب صغيرة يضعون فيها متطلباتهم الأساسية، كلما صدر تحذير أو انتشرت إشاعة من حدوث زلزال.

في حين يسلم آخرون أمرهم لله، مؤكدين أن الاحتياط من الزلازل أمر صعب.

ويسترجع الناس زلزال فبراير/شباط في الشتاء، حيث اضطر الكثير من سكان المدن إلى قضاء ليالٍ عدة في الشارع وسط أجواء المطر والبرد، ويحاولون الاستفادة من التجربة حتى لا تتكرر.

واضطر مدير المركز الوطني للزلازل رائد أحمد، أكثر من مرة، للحديث إلى وسائل الإعلام من أجل طمأنة الناس بعد كل تصريح للعالم الهولندي هوغربيتس.

وأكد أحمد أن "الطاقة الكبرى تم تفريغها من الأرض، ولا يمكن حدوث زلزال كبير حالياً".

ولم تكن الهزات الخفيفة، التي يعلن عنها المركز الوطني للزلازل يومياً، تثير اهتمام الناس، لكنهم بعد زلزال 2023 صاروا يتتبعون الأنباء بشكل يومي، خاصة أن الزلازل الخفيفة تتكرر دائماً، ويتم الإعلان عنها بشكل طبيعي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com