سجلت درجات الحرارة في القارة القطبية الجنوبية ارتفاعًا قياسيًّا بلغ 10 درجات مئوية فوق المتوسط خلال الشهر الماضي؛ مما أثار القلق حول تأثيرات تغير المناخ.
وفي ظل ظروف الشتاء القارس في نصف الكرة الجنوبي، حيث تكون درجات الحرارة عادةً تحت الصفر، شهدت بعض المناطق ارتفاعًا ملحوظًا وصل إلى 28 درجة مئوية فوق التوقعات.
وتأتي هذه الزيادة بعد 12 شهرًا من الدفء القياسي عالميًّا، حيث تجاوزت درجات الحرارة ارتفاع 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة.
وبحسب صحيفة "الغارديان"، قال مايكل ديوكس، مدير التنبؤ في "MetDesk"، إن هذا الارتفاع ينسجم مع التوقعات طويلة الأمد التي تشير إلى أن التغيرات المناخية سيكون لها تأثيرات بارزة على المناطق القطبية. وأضاف أن مثل هذه الموجات الحرارية قد تؤدي إلى انهيار الصفائح الجليدية في القارة القطبية الجنوبية.
وكانت موجة الحر الأخيرة الثانية في القارة خلال العامين الماضيين، حيث سجلت الموجة السابقة في مارس 2022.
وقال ديوكس، "إن هذه الموجات تتبع ظاهرة النينيو القوية، والتي تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة عالميًّا، فضلاً عن تأثير التغير المناخي العام".
والسبب المباشر لموجة الحر كان ضعف الدوامة القطبية، وهي شريط من الهواء البارد يدور حول كل قطب، إذ ذكرت إيمي بتلر من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، إن الموجات الجوية أدت إلى ضعف هذه الدوامة وزيادة درجات الحرارة في الارتفاعات العالية.
وأعرب العلماء عن قلقهم بشأن مستقبل القارة القطبية الجنوبية، إذ أشار جامين جرينباوم إلى أن ذوبان الجليد المتزايد هو نتيجة متوقعة لتغير المناخ.
وأكد إدوارد بلانشارد من جامعة واشنطن، أن وجود جليد بحري أقل ومحيط جنوبي أكثر دفئًا قد يزيد من احتمالية حدوث موجات حر كبيرة.
من جانبها، أوضحت جانيت ويلي من المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا، أن الأحداث التي ترفع درجات الحرارة في طبقة الستراتوسفير الجنوبية نادرة، وما يزال من غير الواضح مدى تأثير التغير المناخي على هذه الظواهر.
وأجمع العلماء على أن التغيرات المناخية تساهم بشكل كبير في هذه الأحداث الحرارية، لكنهم يواصلون دراسة تأثيراتها الدقيقة.