إعلام لبناني: ارتفاع حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي على بلدة تولين جنوب البلاد إلى 4
شهدت ولاية كاليفورنيا اندلاع سلسلة من حرائق الغابات العنيفة في يناير، ما أجبر أكثر من 100 ألف شخص على إخلاء منازلهم، وأدى إلى مقتل 5 أشخاص على الأقل حتى التاسع من الشهر.
يُعد "حريق باليسيدز" الذي اندلع، صباح السابع من يناير، على الجهة الغربية من لوس أنجلوس، أكبر هذه الحرائق. وقد التهم الحريق حوالي 7000 هكتار من الأراضي، ودمّر ما يقرب من 1000 مبنى وهيكل.
أما "حريق إيتون"، الذي شبَّ بالقرب من مدينة باسادينا، فقد التهم، خلال يوم واحد، أكثر من 4290 هكتارًا، مما يجعله ثاني أكبر الحرائق من حيث الحجم، بحسب ما أورده تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".
على الرغم من أن موسم الحرائق في جنوب كاليفورنيا يمتد عادة من مايو إلى أكتوبر، إلا أن التغيرات المناخية وسعت فترة الموسم لتشمل فصل الشتاء.
وأوضح دانيال سوين، عالم المناخ بجامعة كاليفورنيا، أن ارتفاع درجات الحرارة، وتناقص الأمطار، يساهمان في خلق بيئة ملائمة لاندلاع الحرائق على مدار العام.
وأضاف سوين: "منذ سبتمبر الماضي، شهد جنوب كاليفورنيا أحد أكثر المواسم جفافًا وحرارة في التاريخ، مما أدى إلى جفاف الأعشاب والنباتات التي أصبحت وقودًا جاهزًا للاشتعال".
لعبت الرياح القوية دورًا كبيرًا في تعزيز انتشار النيران، حيث تدفع الرياح السريعة النيران عبر الأراضي الجافة، ما يؤدي إلى توسع نطاق الحرائق. إلى جانب ذلك، أدى التغير المناخي إلى تقلبات مناخية متزايدة، شملت فترات جفاف طويلة، وانخفاضًا في معدلات هطول الأمطار.
هذه التغيرات المناخية تزيد من احتمالية اندلاع الحرائق، حيث يؤدي تسارع ذوبان الثلوج في المناطق الجبلية إلى تقليل المياه المتاحة للنباتات، مما يجعلها أكثر عرضة للاشتعال.
كشفت دراسات علمية مستندة إلى عينات الجليد القديم في القارة القطبية الجنوبية عن أدلة تشير إلى زيادة حرائق الغابات خلال فترات التغير المناخي المفاجئ في العصور القديمة.
وأوضح فريق البحث أن تركيبة الميثان في الجليد تدل على اندلاع حرائق غابات واسعة النطاق تزامنت مع تغيرات مناخية.
هذه الأدلة التاريخية تسلط الضوء على التأثير المحتمل للتغير المناخي الحالي على انتشار حرائق الغابات. ففي كاليفورنيا، تتسبب سنوات الأمطار الغزيرة في نمو النباتات التي تتحول إلى وقود للاحتراق خلال سنوات الجفاف، مما يضاعف خطورة حرائق الغابات.
يشير الخبراء إلى أن الظروف الحالية تجعل كاليفورنيا أكثر عرضة للحرائق على مدار العام. ويؤكد سوين: "نحن لا نواجه فقط صيفًا أكثر حرارة وخريفًا أكثر جفافًا، بل نتعامل، الآن، مع احتمال شتاء جاف يزيد من خطورة حرائق الغابات".
في ظل هذه التحديات، تبقى حرائق الغابات في كاليفورنيا تحذيرًا صارخًا من تأثير التغير المناخي على النظام البيئي، ودعوة لاتخاذ إجراءات عاجلة للتخفيف من حدة الكوارث المناخية.
