بدراسات حديثة أجريت في إنجلترا، لاحظ الباحثون أن ملوثات الهواء، أعاقت بشكل كبير قدرة النحل والحشرات الأخرى على اكتشاف الزهور.
وتضمنت الأبحاث، بحسب تقرير نشره موقع Arstechnica، مراقبة نشاط الحشرات حول نباتات الخردل الأسود المعرضة للملوثات، مثل: الأوزون وأكاسيد النيتروجين، وهي المنتجات الثانوية النموذجية للانبعاثات الصناعية والمركبات.
وكشفت النتائج عن انخفاض ملحوظ في نشاط الحشرات في المناطق الملوثة، حيث شهدت النباتات المحيطة بأنابيب تنبعث منها الملوثات زيارات حشرات أقل بنسبة تصل إلى 70% بشكل عام، وتمت زيارة أزهارها بنسبة أقل 90% مقارنة بالقطع غير الملوثة.
ورغم أن مستويات الملوثات كانت أقل من العتبات التي تعتبرها الجهات التنظيمية الأمريكية خطرة، إلا أن التأثيرات على التلقيح كانت عميقة.
وتسهم هذه الدراسة في مجموعة متزايدة من الأدلة التي تشير إلى أن التلوث يعطل انجذاب الحشرات للنباتات، ما يؤدي إلى تفاقم الانحدار في أعدادها الناجم بالفعل عن المواد الكيميائية الزراعية، وتدمير الموائل، وتغير المناخ.
وتعد الملقحات ضرورية لتكاثر ما يقرب من 75% من النباتات المزهرة البرية و35% من المحاصيل الغذائية، حيث تنقل حبوب اللقاح اللازمة للتخصيب. وحتى نباتات الخردل الأسود، التي يمكنها التلقيح الذاتي، أظهرت انخفاضًا في التلقيح الناجح بنسبة 14 إلى 31% بسبب الملوثات.
وقال الباحثون إن الآليات وراء هذه الاضطرابات ما زالت غير مفهومة تمامًا، إذ تشير الأبحاث إلى أن التلوث قد يغير الروائح التي تجذب الحشرات إلى الزهور، أو يضعف القدرات الحسية والإدراكية للحشرات.
ويعتبر تأثير التلوث على الروائح الزهرية مثيرًا للقلق بشكل خاص، إذ تعتمد الحشرات، بما في ذلك نحل العسل والملقحات الليلية مثل العث، بشكل كبير على حاسة الشم لتحديد موقع الزهور.
ويمكن للملوثات مثل الأوزون وأكاسيد النيتروجين أن تتسبب في تدهور مركبات رائحة الزهور، وتقصير وتشويه أعمدة الرائحة. وقد لاحظ عالم الغلاف الجوي خوسيه دي فوينتس من جامعة ولاية بنسلفانيا أن الروائح التفاعلية لا يمكنها أن تقطع سوى ثلث المسافة المعتادة في الهواء الملوث. هذا التشويه يجعل الروائح الزهرية أقل قابلية للتعرف عليها من قبل الحشرات.
