logo
بيئة ومناخ

"صرخة غانا".. هل تصبح مكبًا لنفايات الملابس العالمية المستعملة؟

"صرخة غانا".. هل تصبح مكبًا لنفايات الملابس العالمية المستعملة؟
تجار الملابس المستعملة في سوق كانتامانتوالمصدر: AFP
26 أغسطس 2024، 3:31 م

كشفت إذاعة "فرانس إنتر" الفرنسية، أن سكان غانا يقعون ضحايا للملابس المستعملة القادمة من الدول المتقدمة، والتي تسبب لهم تلوثاً في البيئة.

وأشار التقرير إلى أنه في قلب أكبر سوق للملابس المستعملة في أفريقيا، كانتمامانتو بغانا، تتحول جبال من الملابس الرخيصة إلى كابوس بيئي يهدد سكان الدولة. 

وهذه الملابس، التي تُعرف محليًا باسم "أوبوني واوو"، تصل إلى شواطئ غانا بكميات هائلة، مما يهدد البيئة والمجتمع".

وأظهر التقرير الذي حمل عنوان: "ضحايا الموضة: في غانا، الموضة السريعة تلوث البيئة لفترة طويلة"، أنه في مدينة كانتمامانتو في غانا، يقع أكبر سوق للملابس المستعملة في أفريقيا، موضحًا أن ذلك السوق يعد محطة للموضة السريعة المعاد تدويرها.

ويصل ما لا يقل عن 260 ألف طن من الملابس المستعملة إلى ميناء مدينة أكرا كل عام، وفقاً للإذاعة الفرنسية.

664677e0-74ad-468c-8651-09a43adce0da

واليوم، تغرق أكرا في النفايات الملوثة، على بعد آلاف الكيلومترات من ورش الملابس، إذ تنخفض جودة الملابس المستعملة التي تصل إلى غانا، من عام إلى آخر لدرجة أنها أصبحت "غير صالحة" للاستعمال. 

ولا تمتلك البلاد البنية التحتية اللازمة لمعالجة هذه النفايات الحقيقية، ولهذا السبب سنجد الأصوات التي تتحدث على الفور ضد ما يسمونه "استعمار النفايات"، وترفض أن ينتهي بها الأمر في سلة المهملات للأزياء القابلة للتلف، وفقاً للإذاعة الفرنسية.

وأشار التقرير إلى أنه في ذلك السوق يعمل بعض الناس بجد، لتجنب أن ينتهي بهم الأمر إلى الاختناق؛ بسبب نفايات المنسوجات القادمة من الدول المتقدمة.

وتسمى الملابس المستعملة باللهجة المحلية في غانا، "أوبووني واو": أي ملابس الرجل الأبيض الميت"، إذ يعتقد سكان غانا أن الرجل الطبيعي الذي في كامل قواه العقلية، لا يستطيع أن يتخلص من الملابس التي لا تزال صالحة للارتداء.

وبالنسبة لسكان هذه الدولة الناطقة باللغة الإنجليزية في غرب أفريقيا، والتي يبلغ عدد سكانها 33 مليون نسمة، والتي نفذت دائماً ما طلبه منها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي (والتي أصبحت اليوم على وشك التخلف عن السداد مع تسارع التضخم)، فمن غير المعقول أن يتم هدر هذه الأموال.

260048d5-fc5f-40ac-b34d-d4f1670c25cc

وتأتي تلك الملابس المستعملة من جميع أنحاء العالم لإعادة تدويرها هناك، إذ يتم فرز حوالي 15 مليون قطعة ملابس مستعملة أسبوعيًا وإعادة بيعها وإعادة تدويرها وتغيير حجمها، ما يعد أحد روافد اقتصاد إعادة التدوير في غانا.

وأشارت الإذاعة الفرنسية إلى أنه "مع أنماط الإنتاج والاستهلاك الجديدة للأزياء السريعة، فإن آخر محطة لوصول هذه الملابس الرخيصة التي تدخل عملية التدوير، هم اليوم على وشك الاختناق بسبب التلوث". 

وأضافت: "لأن تلك الملابس المعاد تدويرها، أصبحت قابلة للتلف، وبالتالي يمكن التخلص منها عن طريق تكثيف عمليات الدعاية التسويقية المكثفة قبل تلفها".

وبحسب الإذاعة الفرنسية، فإن "نتيجة عملية إعادة تدوير لهذه الملابس بشكل مكثف، ينتج عنها البصمة الكربونية، وإنتاج الملابس ذات الجودة الرديئة، المصنعة في ظروف سيئة والتي تنتهي على نحو سيئ". 

 

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC