بحيرة "الفرصة الأخيرة" تكشف عن أسرار نشأة الحياة

تتميز بحيرة الفرصة الأخيرة في كولومبيا بتركيبة كيميائية غير عادية، إذ تحتوي على تركيزات من الفوسفات أعلى بـ 1000 مرة من المحيطات، وهذا يجعلها نموذجاً حديثاً للظروف التي قد تكون ساهمت في نشأة الحياة على الأرض قبل 4 مليارات سنة.

ويعتبر الفوسفات ضروري لتكوين النيوكليوتيدات، اللبنات الأساسية للحمض النووي (DNA) والحمض النووي الريبي (RNA)، وغيرها من المركبات الحيوية. رغم وجوده في كل الكائنات الحية، إلا أنه نادر في الطبيعة.

وأشار الباحث سيباستيان هاس من جامعة واشنطن، إلى أن بحيرات الصودا مثل بحيرة الفرصة الأخيرة تحتوي على مستويات عالية من الصوديوم والكربونات؛ مما يساهم في زيادة تركيز الفوسفات، وفي هذه البحيرات، يرتبط الكالسيوم بالكربونات والمغنيسيوم، مما يحرر الفوسفات.

وتعد بحيرة الفرصة الأخيرة مثيرة للاهتمام لاحتوائها على أعلى تركيز للفوسفات بين بحيرات الصودا المعروفة، وتتميز بملوحتها العالية، مما يصعب وجود الحياة فيها. وقد سجل فريق هاس وجود الذباب الملحي والروبيان الملحي في البحيرة.

تشكلت بحيرة الفرصة الأخيرة بعد العصر الجليدي الأخير، ويقدر عمرها بالكربون المشع بحوالي 3300 عام. تعكس ظروفها القاسية البيئة التي نشأت فيها الحياة على الأرض. وأضاف هاس: "لا ندعي أن الحياة نشأت في بحيرة الفرصة الأخيرة، لكنها توفر نموذجاً لفهم البيئة التي قد تكون ساهمت في نشأة الحياة قبل 4 مليارات سنة".

تشير الدراسة إلى أن بحيرات مماثلة ربما كانت موجودة على كواكب أخرى في النظام الشمسي، بما في ذلك المريخ.