عاجل

وزير الدفاع الإسرائيلي: المرحلة الجديدة من الحرب تنطوي على فرص ولكنها تحمل مخاطر جسيمة

logo
بيئة ومناخ

سوريون يروون لـ"إرم نيوز" تفاصيل "ليلة الزلزال" المرعبة

سوريون يروون لـ"إرم نيوز" تفاصيل "ليلة الزلزال" المرعبة
سوريون يهرعون إلى الخارج بعد الزلزالالمصدر: مواقع التواصل الاجتماعي
13 أغسطس 2024، 5:46 م

"كنا نستعد للنوم، إلا أن ضجيجاً غير مألوف وأصواتاً مخيفة منعتنا.. ولدى نهوضي من السرير، فوجئت بأن الصور المعلقة على الجدران تحركت من مكانها، فيما سقطت الثريا المثبتة وسط سقف الصالون أرضاً، وكان تحطيم زجاجها إيذاناً لنا بأن نفر نزولاً إلى أسفل البناء".

هكذا عاشت المواطنة السورية الأرملة سمية محمد (أم عمار)، وأطفالها الثلاثة وضيوفها، ليلة مأساوية ومرعبة شبيهة بواقعة الزلزال الكارثي الذي ضرب سوريا وتركيا في شباط / فبراير 2023.

وعبرت عن تفاصيل مذهلة و"ساعات من الهلع"، قبل أن يستسلموا للنوم أخيراً وسط مصير مجهول، فيما تُثار تساؤلات "جديدة" عما حدث في سوريا بالضبط؛ إن كان زلزالاً أم هزة أرضية؟ ومتى ستتوقف الهزات الارتدادية؟ وما علاقة ذلك بالزلازل السابقة؟ وما الإجراءات الممكنة في سبيل الوقاية؟.

وليلة (الاثنين - الثلاثاء)، ضربت هزة قوتها 5.5 على مقياس ريختر، مناطق عدة من سوريا، مركزها مدينة حماة السورية، تزامناً مع زلازل في الأردن ولبنان وغيرهما.

وتقول أم عمار، التي تقيم في حي الوعر بمدينة حمص، بالقرب من حماة، لـ"إرم نيوز": "نسكن في الطابق الخامس بحي الوعر في حمص، والبيوت هنا ليست مصممة وفقاً لشروط الزلازل، وأي حادثة بسيطة أو هزة من الممكن أن تُدخل التشققات والتصدعات إلى الأبنية، أو حتى تؤدي إلى تدميرها بالكامل، كما حدث في اللاذقية وجبلة".

أخبار ذات علاقة

إصابة 25 شخصاً في سوريا جرّاء زلزال حماة (صور)

 وقبل عام ونصف العام، ضرب زلزال مدمر جنوب تركيا وشمال غرب سوريا، بقوة 7.8 درجة، تبعه زلزال آخر بقوة 7.7 درجة وعدة هزات ارتدادية أخرى، أسفرت عن مقتل نحو 60 ألف شخص وإصابة أكثر من 120 ألف شخص، وتشريد الملايين.

وتؤكد سمية أنه "بمجرد نزولنا إلى الطابق الأرضي، كانت الحارة امتلأت بالجيران المذعورين، ولكن الأمور مرت بسلام"، داعية: "آمل أن نعيش بعيداً عن الزلازل، فاللي فينا مكفينا"، على حد تعبيرها.

ماذا حدث.. هزة أم زلزال؟

يقول الدكتور محمد داود، رئيس قسم الزلازل في "المعهد العالي للبحوث والدراسات الزلزالية" بجامعة دمشق، إن "ما حدث كان زلزالاً على أحد الصدوع المتفرعة عن الصدع الرئيس، وغير ظاهر على سطح الأرض، ولم تُسجل عليه أي آثار سطحية حالياً، لأن الزلزال متوسط القدر، كما أنه لا يوجد ما يؤشر على انتقال الحركة إلى صدع مصياف الرئيس، حيث إن كل الزلازل التي حدثت بعده تمركزت حوله".

ويضيف الدكتور محمد داود، لـ"إرم نيوز": "حال دول الجوار كلبنان والأردن ليست بالأفضل، فكلنا نتشارك البنية الجيولوجية المولدة للزلزال والمتمثلة بما يسمى منظومة صدوع البحر الميت الممتدة من خليج العقبة إلى شمال سوريا ومن ثم تركيا".

ويستطرد بالقول: "لكن هذا لا يعني عدم احتمالية حدوث الأسوأ على الصدع الرئيس في لحظة من اللحظات".

ويؤكد أن "كل الزلازل اللاحقة حدثت في المنطقة نفسها، ولا يوجد نشاط مرافق في مناطق أخرى مجاورة، إلا أن النشاط الزلزالي في سوريا لا يتجاوز درجة النشاط الزلزالي المعروف حتى الآن، وبالتالي هو الحالة العامة بعدد من الاستثناءات المعروفة؛ كزلزال تدمر عام 1996، وزلزال يوم أمس في حماة، وزلزال جبل عبد العزيز عام 2008، وغيرها، ولكن دون الأربع درجات".

متى ستتوقف الهزات الارتدادية في سوريا؟

يوضح خبير الزلازل السوري محمد داود أنه "لا يوجد توقف للنشاط الزلزالي بشكل عام حول العالم، ولكن هناك نشاط وهدوء مؤقت حسب طبيعة جيولوجية الموقع المدروس، كما أن لا علاقة لزلزال حماة بالأمس بزلزال تركيا في شباط 2023، من الناحية المكانية وأسباب الحدوث والطاقة المحررة".

ما خطورة ما حدث؟ وهل يمكن أن يتكرر؟

يقول الدكتور محمد داود: "يمكن لأي زلزال أن يتكرر في نفس موقعه السابق وبالمواصفات نفسها؛ فالشروط الجيولوجية في الموقع لا تتغير خلال أيام أو سنوات، والخيارات المتاحة لتصرف السكان محدودة جداً في أي حالة نشاط زلزالي، وتقتصر على تأمين بعض مستلزمات الأمان المطلوبة لاستمرارية الحياة".

ويتابع: "أما المسؤولية الفعلية فتقع على عاتق الحكومات في التأمين المطلق لكافة مستلزمات الحياة في مخيمات الإيواء لمتضرري الكارثة أو إيجاد سكن بديل في أسرع وقت، وتدخل هنا الحكومات والمؤسسات الخيرية ودول الجوار".

ودعا خبير الزلازل السوري إلى ضرورة "تنبيه مؤسسات الدولة المختصة بالإغاثة والإنقاذ برفع الجاهزية والاستعداد، عبر وسائل الإعلام".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC