تحظى أحدث صيحات العناية بالبشرة لمكافحة الشيخوخة بشعبية متزايدة على وسائل التواصل الاجتماعي، والمتمثلة في استخدام لاصقات الجبهة والفك، التي يروج لها المؤثرون والمستخدمون على حد سواء بدعوى تقديم حل غير جراحي لتقليل التجاعيد والخطوط الدقيقة والجلد المترهل.
"لا أدلة علمية"
وبحسب تقرير نشره موقع "HuffPost"، توضح طبيبة الجلدية في مستشفى هيوستن ميثوديست في تكساس، ستيفاني فلوريز-بولاك، أن جاذبية لاصقات التجاعيد تكمن في طبيعتها غير الجراحية. فبدلاً من الإجراءات التي تتطلب تدخلًا طبيًا، تتضمن هذه الطريقة وضع قطعة ضيقة من الشريط على الجبهة أو الفك لعدة ساعات أو طوال الليل، إذ يدّعي المؤيدون أن الاستخدام المطول سيقلل من ظهور الخطوط والتجاعيد مع مرور الوقت.
وعلى الرغم من الشعبية المتزايدة لهذه المنتجات، تبقى الدكتورة فلوريز-بولاك مشككة بفاعليتها، وقالت: “أنتقد بعض الادعاءات لأنها تفتقر إلى الأدلة العلمية“، حيث تشير العديد من العلامات التجارية إلى أن لاصقات الوجه يمكن أن تعيد تدريب العضلات على الحركة بشكل أقل، وهو ما تتحداه الدكتورة فلوريز-بولاك. وأكدت أن “السبب الجذري للتجاعيد هو تقلص العضلات، وليس التسطح المؤقت للجلد“.
تهيجات وبثور
ويتفق الدكتور كريج ليرمان، مدير جراحة التجميل في مركز ويكسر الطبي بجامعة أوهايو، مع هذا الرأي، ويشير إلى أن لاصقات الوجه قد تحسن مظهر التجاعيد والجلد المترهل مؤقتًا، لكن التأثيرات تكون عابرة.
وأوضح: “عندما تتم إزالة الشريط، يعود الجلد إلى حالته السابقة". علاوة على ذلك، فإن استخدام الشريط، خاصة طوال الليل، لا يحد، بشكل كبير، من حركة الوجه لأن التعبيرات تكون محدودة أثناء النوم.
كما أن تطبيق المنتجات اللاصقة أيضًا ينطوي على مخاطر محتملة، إذ يحذّر الدكتور ليرمان من أن المواد اللاصقة قد تسبب تهيج الجلد وسد المسام، مما يؤدي إلى تراكم الجراثيم وظهور البثور.
كما لاحظت الدكتورة فلوريز-بولاك تكرار حدوث الحساسية والتهيج المرتبط باللاصقات بين مرضاها، مبينة أن المواد اللاصقة تحتوي على مواد كيميائية يمكن أن تكون مهيجة للغاية، وتسبب الحساسية بمرور الوقت.
في النهاية، بينما قد تقدم لاصقات الوجه تحسنًا تجميليًا مؤقتًا، فإنها لا توفر حلاً دائمًا لمشاكل الشيخوخة. ويشدد الدكتور ليرمان على أن التجاعيد جزء طبيعي من الشيخوخة، وتتأثر بتغيرات في الجلد، والدهون الوجهية، والبنية الأساسية للوجه.
