تونس.. غلق مكاتب الاقتراع وانتهاء عملية التصويت في انتخابات الرئاسة

logo
صحة

أنسجة القلب تشيخ أسرع بخمس مرات في الفضاء

أنسجة القلب تشيخ أسرع بخمس مرات في الفضاء
الجاذبية المنخفضة (تعبيرية) المصدر: getty
26 سبتمبر 2024، 10:35 ص

في دراسة تهدف لاكتشاف تأثيرات الجاذبية "المنخفضة" على صحة القلب على المستوى الخلوي، أرسل باحثون من كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز أجزاءً من أنسجة قلب بشرية إلى الفضاء، بقيادة البروفيسور "ديوك هو كيم"، الذي قام بهندسة أنسجة القلب من الخلايا الجذعية البشرية، ليتم وضعها على رقائق صغيرة مصمّمة لمحاكاة بيئة قلب الإنسان، وإرسالها إلى محطة الفضاء الدولية (ISS) لمدة 30 يوما تحت المراقبة.
وخلص فريق الباحثين إلى أن أنسجة القلب "لا تعمل بشكل جيد حقا في الفضاء"، حيث عانت الأنسجة من انخفاض كبير في قدرتها على الانقباض، وتطوّر الأمر إلى ضربات قلب "غير منتظمة".
وبعد مقارنتها بالأنسجة المحفوظة على الأرض، تبين أن التغييرات كانت مختلفة كلياً عن تلك الموجودة في الفضاء. حيث أظهرت الأنسجة تغيرات جزيئية وجينية مماثلة لتلك التي تحدث في الشيخوخة.


أنسجة القلب التي استُخدمت في التجربة تم إنشاؤها من خلال زراعة الخلايا الجذعية "متعددة القدرات" المُستحثة من قبل الإنسان، وتوجيه نموها إلى خلايا عضلة القلب النابضة أو "الخلايا العضلية القلبية".
وبعد وضع الأنسجة في شريحة نسيجية صغيرة مزروعة في المختبر، تم نقل الشريحة إلى محطة الفضاء الدولية في مارس 2020، خلال مهمة "سبيس إكس"، CRS-20، في الوقت الذي كان العلماء على الأرض يتلقون تحديثات منتظمة حول قوة الخلايا وإيقاعها كل 30 دقيقة، خلال وجود الأنسجة في المدار.
بينما تسلّمت رائدة الفضاء "جيسيكا ماير" مهمة صيانة أنسجة القلب في محطة الفضاء، واستبدال محلولها المغذي أسبوعياً، وحفظ العينات لإجراء مزيد من التحاليل.


وحرص العلماء على إحاطة التجربة على الأرض بالظروف نفسها، حيثُ أُنشأت أنسجة القلب التي استخدمت فيها بالطريقة نفسها، وتم تخزينها في حاويات مماثلة لتلك التي أُرسلت إلى الفضاء للمقارنة.
وعن التجربة قال الدكتور كيم: "لقد تم استخدام قدر لا يصدق من التكنولوجيا المتطورة في مجالات هندسة الخلايا الجذعية والأنسجة، وأجهزة الاستشعار الحيوية والإلكترونيات الحيوية، والتصنيع الدقيق لضمان قابلية هذه الأنسجة للبقاء في الفضاء".


إلا أن تقييم العينات أظهر أن قوة أنسجة عضلة القلب انخفضت في بيئة منخفضة الجاذبية، وطورت الأنسجة الفضائية نبضات غير منتظمة، قد تؤدي في بعض الحالات، إلى "فشل القلب" لدى البشر.
وسُجِّلت نبضات لأنسجة القلب في الفضاء، أبطأ بكثير من تلك الموجودة على الأرض، حيث استغرقت نحو خمسة أضعاف الوقت لإكمال نبضة واحدة، ولاحظ العلماء أن هذا الخلل عاد إلى طبيعته عندما أعيدت الأنسجة إلى الأرض.

أخبار ذات علاقة

مفاجأة طبية .. اكتشاف جين يرمم أنسجة القلب التالفة

 
التجربة سمحت للعلماء بتوثيق معلومات بالغة الأهمية كشفتها العينات حول تغييرات بيولوجية عديدة، من بينها أن البروتينات العضلية التي تساعد في انقباض القلب أصبحت أقصر وأقل بنية، وأن الميتوكوندريا "المتقدرة" التي توفر الطاقة للخلايا، أصبحت أكبر وأكثر استدارة وأقل كفاءة في الأنسجة الفضائية، فضلاً عن زيادة في التعبير الجيني المرتبط بالالتهاب والإجهاد التأكسدي.
ووفقاً لـ "ديفين ماير"، الباحث في جامعة جونز هوبكنز فإن: "العديد من هذه العلامات للتلف التأكسدي والالتهابات تظهر باستمرار في الفحوصات التي يتم إجراؤها للرواد بعد رحلة الفضاء".

الأمر الذي يساعد على تحديد التحديات والمخاطر الصحية المترتبة على رحلات الفضاء الطويلة، ويؤدي إلى علاجات جديدة لأمراض القلب.
حيث يعكف الباحثون على اختبار تأثير الأدوية على عينات أنسجة القلب في الفضاء، لاكتشاف فعاليتها في حمايتها من التأثيرات الضارة لانخفاض الجاذبية، والاستفادة من ذلك للحفاظ على صحة القلب لدى كبار السن على الأرض.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC