"وجبة الإفطار السيئة أفضل من عدم تناولها"
لسنوات، كان القول المأثور "الإفطار هو أهم وجبة في اليوم" مقبولا على نطاق واسع. ومع ذلك، فإن ربع السكان حول العالم لا يتناولون هذه الوجبة الصباحية، وفقًا لتقرير نشره موقع huffpost. ولا يزال الجدل حول أهمية وجبة الإفطار قائمًا، مع تباين الآراء بين الخبراء.
قضية الإفطار
تؤمن الدكتورة إميلي كوبر من مركز "كوبر للتمثيل الغذائي" إيمانًا راسخًا بفوائد وجبة الإفطار، وتقول إن تخطي هذه الوجبة يعطل إفراز الإنسولين؛ مما يؤدي إلى انخفاض نسبة السكر في الدم. وغالبًا ما يتبع ذلك أعراض مثل التعب، وضباب الدماغ، وتقلب المزاج.
ويتجاهل الكثيرون وجبة الإفطار بسبب الاندفاع الصباحي، أو عدم توفر الطعام، أو إيقاعات الساعة البيولوجية الشخصية التي تؤخر الجوع. ومع ذلك، تصر كوبر على أن تخطي وجبة الإفطار أمر ضار، بغض النظر عن السبب. وتؤكد أن "وجبة الإفطار السيئة أفضل من عدم تناولها"، مؤكدة على أهمية بدء اليوم بالأطعمة الغنية بالمغذيات.
الفطور وصحة الدماغ
ويتخذ الدكتور جوناثان روزاند، الأستاذ في كلية الطب بجامعة هارفارد، موقفًا مختلفًا. فبينما يعترف بفوائد وجبة الإفطار، إلا أنه يركز أكثر على ما يأكله الناس بدلاً من التركيز على وقت تناوله. فالأطعمة الغنية بالخضراوات، والخضر الورقية، والأسماك الدهنية، والتوت، والجوز، وكذلك القهوة والشاي، هي توصياته لصحة الدماغ.
وينصح روزاند الأفراد بالاستماع إلى أجسادهم، "كيف تشعر؟ هل أنت مرتاح؟" ويشير إلى أنه إذا شعر المرء أنه بخير دون تناول وجبة الإفطار، فقد لا يكون هناك داعٍ للقلق. ومع ذلك، بالنسبة للأطفال والمراهقين وأولئك الذين يعانون من مشاكل صحية، يمكن أن تكون وجبة الإفطار أكثر أهمية. وتؤيد الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ذلك، مشيرة إلى أن وجبة الإفطار تساعد الأطفال على الأداء الأكاديمي بشكل أفضل، والحفاظ على وزن صحي، وإظهار مشاكل سلوكية أقل.
الصيام المتقطع: هل هو بديل قابل للتطبيق؟
يعد الصيام المتقطع، والذي غالبًا ما يتضمن تخطي وجبة الإفطار، اتجاهًا شائعًا. ويعمل نمط الأكل هذا على إطالة الفترة بين الوجبات؛ بهدف جعل الجسم أكثر كفاءة عن طريق استخدام الكيتونات والأحماض الدهنية للحصول على الطاقة بدلاً من الجلوكوز.
وتشير الدراسات في مجلة "نيو إنجلاند" الطبية إلى أن الصيام المتقطع يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالأمراض الرئيسية، ويقلل الالتهابات، ويعزز طول العمر.
ومع ذلك، تشكك الدكتورة كوبر في جدوى الصيام المتقطع، وتجادل قائلة: "كل هذه الاتجاهات لا تأتي منها أي فائدة؛ فهي لا معنى لها في عملية التمثيل الغذائي".
