إعلام حوثي: غارات أمريكية تستهدف جزيرة كمران في الحديدة
أدى تزايد الاهتمام بالاتجاهات الصحية إلى تسليط الضوء على زجاجات المياه الهيدروجينية، مع ادعاءات بأنها تسهم في تحسين الترطيب، وتسريع التعافي، وحتى مكافحة الشيخوخة.
وفي حين يروج مؤثرو وسائل التواصل الاجتماعي لهذه الفوائد، يبقى الخبراء الطبيون متحفظين، مشددين على الحاجة إلى مزيد من الأبحاث العلمية، بحسب تقرير نشرته مجلة "وومان هيلث".
كيف تعمل زجاجات المياه الهيدروجينية؟
يتم إنتاج المياه الهيدروجينية عن طريق إذابة جزيئات الهيدروجين (H₂) في الماء العادي من خلال التحليل الكهربائي أو أقراص قابلة للذوبان.
ورغم أن المياه العادية تحتوي بالفعل على الهيدروجين، يرى مؤيدو هذه التقنية أن إضافة الهيدروجين الجزيئي الحر يسمح للجسم بامتصاص الغاز بشكل أكثر كفاءة، مما قد يوفر فوائد صحية إضافية.
وتعمل زجاجات المياه الهيدروجينية من خلال مولد مدمج ينتج الكهرباء لفصل الهيدروجين عن الأكسجين، مما يؤدي إلى إطلاق الهيدروجين الجزيئي في الماء، وهو ما يُقال إنه يعزز فوائده الصحية.
الفوائد الصحية المحتملة للمياه الهيدروجينية
1. تقليل الإجهاد التأكسدي والالتهابات
يحدث الإجهاد التأكسدي عندما يكون هناك خلل بين الجذور الحرة ومضادات الأكسدة في الجسم، مما قد يسهم في الإصابة بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب والاضطرابات العصبية وحتى السرطان.
ووفقًا لدراسة نُشرت في المجلة الدولية لعلوم الجزيئات، فإن الهيدروجين الجزيئي يعمل كمضاد للأكسدة، إذ يعادل الجذور الحرة الضارة ويعزز إنتاج الإنزيمات المضادة للأكسدة.
كما رُبطت المياه الهيدروجينية بتقليل الالتهابات وتخفيف الحساسية من خلال تعديل الاستجابات المناعية وتقليل إفراز الهيستامين. ويعتقد بعض الخبراء أن ذلك قد يساعد على تخفيف أعراض الحساسية الموسمية وحساسية الطعام، إلا أن هناك حاجة لمزيد من الدراسات لتأكيد هذه التأثيرات.
2. تعزيز التعافي بعد التمارين الرياضية
درست العديد من الأبحاث تأثير المياه الهيدروجينية في استعادة النشاط بعد التمارين؛ فقد وجدت دراسة نُشرت عام 2019 في المجلة الدولية لطب الرياضة أن راكبي الدراجات الذين تناولوا المياه الغنية بالهيدروجين قبل التمارين سجلوا مستويات أقل من حمض اللاكتيك مقارنة بمن شربوا المياه العادية، مما قد يقلل من إجهاد العضلات وآلامها، ويسرّع عملية التعافي.
3. دعم التحكم في نسبة السكر بالدم
وجدت دراسة نُشرت عام 2020 في مجلة السكري والمتلازمة الأيضية والسمنة أن الأشخاص الذين تناولوا المياه الهيدروجينية لمدة 24 أسبوعًا سجلوا انخفاضًا كبيرًا في مستويات السكر في الدم ونسبة محيط الخصر إلى الورك مقارنة بالمجموعة الضابطة.
ويشير الباحثون إلى أن خصائص الهيدروجين المضادة للأكسدة قد تساعد على تقليل الإجهاد التأكسدي، وهو عامل مرتبط بمقاومة الأنسولين وارتفاع نسبة السكر في الدم. ورغم أن هذه النتائج واعدة، فإن هناك حاجة إلى تجارب سريرية أكبر لتأكيد دور المياه الهيدروجينية في الصحة الأيضية.
4. الفوائد المحتملة لصحة القلب
تم ربط المياه الهيدروجينية بتحسين مستويات الكوليسترول. فقد أفادت الدراسة نفسها التي نشرتها مجلة السكري والمتلازمة الأيضية والسمنة بأن المشاركين الذين استهلكوا المياه الهيدروجينية بانتظام شهدوا انخفاضًا في مستويات الكوليسترول الكلي والدهون الثلاثية.
ونظرًا لأن ارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية من العوامل الرئيسة المسببة لأمراض القلب، يقترح بعض الخبراء أن المياه الهيدروجينية قد تسهم في تعزيز صحة القلب، لكنهم يؤكدون أن التغييرات الغذائية ونمط الحياة تبقى أكثر فاعلية في الوقاية من أمراض القلب.
5. مكافحة الشيخوخة وطول العمر
استكشفت دراسة نُشرت عام 2021 في مجلة علم الشيخوخة التجريبي تأثير المياه الهيدروجينية في علامات الشيخوخة لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 70 عامًا.
ووجد الباحثون أن المشاركين الذين شربوا نصف لتر من المياه الهيدروجينية يوميًا لمدة ستة أشهر أظهروا طولًا أكبر في التيلوميرات مقارنة بالمجموعة الضابطة. والتيلوميرات هي أجزاء واقية في نهاية الكروموسومات، ويؤدي تقصيرها إلى الشيخوخة.
ويعتقد الباحثون أن قدرة المياه الهيدروجينية على تقليل الإجهاد التأكسدي قد تسهم في الشيخوخة الصحية، لكنهم يشددون على ضرورة إجراء دراسات طويلة الأمد للوصول إلى استنتاجات قاطعة.
الجدل العلمي والتشكيك بالفوائد
رغم هذه النتائج، لا يزال الخبراء منقسمين حول فاعلية المياه الهيدروجينية؛ إذ يرى البعض أن الدراسات الحالية، رغم أنها تشير إلى فوائد محتملة، تعتمد على عينات صغيرة، مما يحدّ من مصداقيتها.
كما يشير أوجنين ميليانيك، أستاذ الكيمياء بجامعة هيوستن، إلى أن الهيدروجين غاز سريع التطاير، مما يعني أنه قد يتسرب من الماء قبل أن يتمكن المستهلك من شربه، مما يقلل من فاعليته المحتملة.
كما أن هناك مخاوف بشأن تباين تركيزات الهيدروجين في المنتجات المختلفة، فمع عدم وجود تنظيم موحد، قد لا تقدم بعض الزجاجات مستويات الهيدروجين المعلنة، مما يجعل تقييم فاعليتها أمرًا صعبًا.
المخاطر المحتملة والاعتبارات المهمة
تُعد المياه الهيدروجينية آمنة بشكل عام، لكن يُنصح المستهلكون بالتحقق من جودة المنتجات. ويوصي الخبراء باختيار الزجاجات المزودة بتقنية غشاء البوليمر الإلكتروليتي (PEM)، التي تضمن إنتاج الهيدروجين الجزيئي (H₂) بدلاً من أيونات الهيدروجين (H+)، إذ إن الأخيرة تزيد حموضة الماء، مما قد يؤدي إلى تفاقم مشاكل مثل ارتجاع المريء.
إضافة إلى ذلك، لا ينبغي اعتبار المياه الهيدروجينية بديلاً عن استراتيجيات الصحة الأساسية. ويؤكد الدكتور جيريمي ووكر، خبير الطب الوقائي، أن "المياه الهيدروجينية ليست علاجًا لكل شيء. قد تكون أداة مفيدة لتقليل الإجهاد التأكسدي، لكنها يجب أن تكمل نظامًا غذائيًا صحيًا وأسلوب حياة متوازنًا، لا أن تحل محلهما".
هل تستحق التجربة؟
رغم أن الأبحاث الأولية تشير إلى فوائد محتملة للمياه الهيدروجينية، يتفق المجتمع العلمي على الحاجة إلى دراسات أوسع. وقد توفر هذه الزجاجات بعض الفوائد، خاصة لمن يعانون حالات صحية معينة، لكنها ليست استثمارًا ضروريًا للحفاظ على الترطيب أو الصحة العامة.
وينصح الخبراء الراغبين في تقليل الإجهاد التأكسدي بالاعتماد على طرق مثبتة مثل تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، مثل التوت والمكسرات والخضروات الورقية. وفي النهاية، يبقى شرب المياه النقية عالية الجودة واتباع نظام غذائي متوازن أفضل الوسائل للحفاظ على الصحة على المدى الطويل.