سلطت دراسة جديدة أجراها علماء بجامعة كاسل في ألمانيا، الضوء على الدور الحاسم للتهوية في التخفيف من مخاطر العدوى أثناء استخدام وسائل النقل العام.
وبحسب تقرير نشرته وكالة الأنباء الألمانية، أكدت الباحثة الرئيسة، ناتالي شنايدر، على النتيجة المحورية للدراسة، قائلة: "أثبتنا أن التهوية هي العامل الأكثر أهمية في تقليل مخاطر العدوى، إذ يؤكد هذا الاستنتاج على أهمية تدفق الهواء الكافي في البيئات المحصورة مثل الحافلات".
وتهدف الدراسة التي جاءت مدفوعة بالتحديات التي فرضتها جائحة "كوفيد-19"، إلى تحديد إستراتيجيات لتعزيز مرونة أنظمة النقل العام ضد الأوبئة والأمراض.
ومن خلال عمليات محاكاة حاسوبية متطورة، قام الباحثون بمحاكاة انتقال الهباء الجوي، أو ما يُعرف بناقلات الفيروسات، داخل بيئة حافلة افتراضية.
وحتى في ظل الظروف غير المواتية، كشفت الدراسة أن المركبات جيدة التهوية تقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالعدوى.
أما في السيناريوهات التي تنطوي على حافلات مزدحمة، وتهوية محدودة، وغياب استخدام الأقنعة، ومدة الرحلة الطويلة، بلغ متوسط احتمال الإصابة بالعدوى نسبة مرتفعة بلغت 3.2%، وفق التقرير.
كما سلطت الدراسة الضوء على فاعلية أقنعة الوجه في تقليل معدلات انتقال العدوى، إذ أظهرت أن ارتداء القناع قلل من احتمالية الإصابة بعامل ملحوظ قدره 20، مقارنة بالسيناريوهات التي لم يتم فيها ارتداء الأقنعة، بحسب التقرير.
وقال إن لهذه النتائج آثارًا كبيرة على سياسات الصحة العامة وإستراتيجيات إدارة النقل، لاسيما في سياق الجهود المستمرة للسيطرة على انتشار الأمراض المعدية، إذ إن تنفيذ تدابير لتعزيز أنظمة التهوية وتعزيز الاستخدام المستمر لأقنعة الوجه يمكن أن يكون فعالًا في حماية الركاب والتخفيف من مخاطر انتقال العدوى في وسائل النقل العام.
ومع استمرار محاولات المجتمعات في التغلب على تعقيدات العيش مع الأمراض المعدية، يبقى إعطاء الأولوية للتهوية الكافية إلى جانب التدابير الوقائية الأخرى أمرًا ضروريًا لتعزيز بيئات أكثر أمانًا للركاب، وفق التقرير.
