أثارت دراسة حديثة مخاوف بشأن التأثيرات السلبية لاستخدام الهواتف الذكية في وقت متأخر من الليل على جودة النوم، بحسب تقرير نشره موقع ”سيري لايف“.
وأُجريت هذه الدراسة من قبل باحثين من جامعة الملك سعود في المملكة العربية السعودية، وركزت على عادات استخدام الهواتف الذكية لـ 435 شخصًا بالغًا وتأثيرها على النوم.
ووجدت الدراسة أن 98% من المشاركين يمتلكون هواتف ذكية، مع استخدام 90% منهم للهواتف قبل النوم.
وبينما أبلغ نحو نصف المشاركين (41.7%) عن جودة نوم سيئة، كشفت الدراسة عن رابط مقلق بين استخدام الهواتف الذكية واضطرابات النوم.
وأشارت النتائج إلى أن الأفراد الذين استخدموا هواتفهم الذكية لمدة تتراوح بين 16 إلى 30 دقيقة قبل النوم كان لديهم خطر أكبر بمقدار الضعف تقريبا لعدم الحصول على نوم جيد.
وزاد هذا الخطر أكثر من 3 أضعاف بالنسبة لأولئك الذين قضوا من 31 إلى 45 دقيقة على أجهزتهم في ساعات الليل.
وحذر الباحثون من أن الاستخدام المفرط للهواتف الذكية قبل النوم قد يكون له تأثيرات خطيرة على جودة النوم والصحة والإنتاجية، مؤكدين ضرورة إيلاء مزيد من الاهتمام لهذه المسألة.
ورغم أن الدراسة لم تؤكد بشكل قاطع علاقة سببية بين استخدام الهواتف والنوم السيئ، إلا أنها أظهرت نمطًا سلوكيًا يستدعي النظر فيه.
ورأت الخبيرة روزي دافيدسون، استشارية النوم في شركة "جست تشيل بيبي سليب“، المتخصصة في تقديم الإرشادات حول تحسين جودة نوم الأطفال، أن الضوء الأزرق المنبعث من الهواتف الذكية يعطل إنتاج هرمون الميلاتونين، وهو هرمون أساسي للنوم.
وتوصي دافيدسون بتقليص وقت استخدام الشاشة لمدة ساعة على الأقل قبل النوم، وتجنب استخدام الهاتف أول شيء في الصباح، حيث يمكن أن يؤثر ذلك بشكل سلبي على المزاج والصحة العقلية.
وأضافت أن "عقولنا تمر بمراحل مختلفة من النوم عند الاستيقاظ، مما يجعلنا أكثر عرضة للتأثيرات الخارجية. واستهلاك محتوى الهاتف فور الاستيقاظ يمكن أن يؤثر بشكل كبير على حالتنا الذهنية طوال اليوم“.
وينصح الخبراء بتأسيس روتين نوم يقلل من التعرض للشاشات وتخصيص لحظات من التأمل عند الاستيقاظ من أجل تحقيق نوم أفضل وصحة عقلية أفضل.