عاجل
هيئة البث: الجيش الإسرائيلي سيدرب قوات البحرية على القتال البري بسبب نقص المقاتلين
حوّلت الأبحاث الناشئة الانتباه إلى جانب آخر مهم من تناول الطعام، وهو الترتيب الذي نستهلك به طعامنا، حيث كان التركيز منذ فترة طويلة على ما نأكله من العناصر الغذائية والسعرات الحرارية والمغذيات الكبيرة.
ووفق تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" فإن "تسلسل الوجبات"، يكتسب زخمًا ولديه القدرة على إعادة تشكيل الطريقة التي نتعامل بها مع نظامنا الغذائي وصحتنا العامة.
وبحسب الصحيفة فإن "تسلسل الوجبات يدور حول تغيير الطريقة التي نبدأ بها وجباتنا، فبدلاً من الغوص في تلك اللفائف أو رقائق البطاطس الغنية بالكربوهيدرات على الفور، يقترح هذا النهج البدء بخيارات غنية بالعناصر الغذائية والغنية بالألياف مثل الخضروات، يتبعها البروتينات والدهون، وإبقاء الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات ومنخفضة الألياف حتى النهاية مما يسهم بالعديد من الفوائد الصحية.
وأضاف التقرير أن "إحدى النتائج الرئيسة هي كيفية تأثير تسلسل الوجبات على مستويات السكر في الدم لدينا، فعندما نبدأ بتناول الكربوهيدرات التي تحتوي على نسبة عالية من السكر في الدم مثل الخبز الأبيض أو المعكرونة، يمكن أن يرتفع مستوى السكر في الدم لدينا ثم ينخفض، ما يجعلنا نشعر بالجوع والانزعاج".
في حين يمكن أن يؤدي تناول الخضروات أو البروتينات أو الدهون إلى إبطاء عملية الهضم، مما يحافظ على استقرار مستويات السكر في الدم ويوفر إحساسًا مستدامًا بالشبع.
ولفتت الصحيفة إلى أن "تسلسل الوجبات لا يقتصر على التحكم في نسبة السكر في الدم فقط، بل إنه يؤثر على إفراز هرمون الشبع المسمى GLP-1، حيث تساعد المستويات العالية منه في تنظيم الشهية، وتقليل الرغبة الشديدة بتناول الطعام، إضافة إلى منع تعطل الطاقة بعد الوجبة.
ويؤثر تسلسل الوجبات على مرضى السكري من النوع الثاني الذين يريدون التحكم بأوزانهم، حيث إن لهذا النمط تأثيرا خاصا على أولئك.
وتقول الصحيفة: "إذا كنت تعلم أنك ستستمتع بالكربوهيدرات سريعة الهضم مثل المعكرونة أو شطيرة الخبز الأبيض، فابدأ وجبتك بسلطة متبلة بزيت الزيتون، حيث تسهم الألياف والدهون الصحية الموجودة في السلطة في التحكم في نسبة السكر في الدم والتخلص من الجوع".
وتشير الأبحاث إلى أن بدء وجبتك بالخضروات وأجزاء من البروتين يمكن أن يؤدي إلى شعور أفضل بالشبع وتحسين التحكم في نسبة السكر في الدم، داعية إلى جعلها نقطة محورية في تخطيط وجبتك.
وحذرت الأبحاث من تناول الأطعمة ذات نسبة السكر في الدم المرتفعة، فعلى الرغم من أنك لا تضطر إلى التخلص من الأطعمة ذات نسبة السكر في الدم المرتفعة تمامًا، حاول تقليل وجودها في وجباتك اليومية.
ولفتت الأبحاث إلى أن الكربوهيدرات البسيطة التي يتم تناولها دون الدهون أو البروتينات أو الألياف المصاحبة تؤدي إلى ارتفاع سريع في نسبة السكر في الدم وتعطله، داعية إلى إقران هذه الأطعمة بالدهون الصحية أو البروتينات أو الألياف لتثبيت مستويات السكر في الدم.
ويمثل تسلسل الوجبات تحولًا أساسيًا في كيفية إدراكنا للطعام وتأثيره على رفاهيتنا، ويسلط الضوء على أن أنماطنا الغذائية الشاملة لا تقل أهمية عن العناصر الغذائية الفردية وعدد السعرات الحرارية، إضافة إلى ذلك، فإنه يؤكد الأهمية لعوامل مثل توقيت الوجبات ومجموعات الطعام في تشكيل صحتنا الأيضية.
وتسلسل الوجبات ليس نهجًا واحدًا يناسب الجميع، ولكنه استراتيجية مرنة وعملية لا تتطلب إصلاحات غذائية جذرية حيث يؤكد خبراء التغذية أهمية الاستمتاع بالأطعمة التي تحبها كأمر أساسي.
ومع ذلك، بالنسبة لأولئك الذين يسعون إلى تحسين التحكم في نسبة السكر في الدم، وتعزيز الشبع، وتحسين الصحة العامة، فإن دمج مبادئ تسلسل الوجبات في روتينك اليومي يمكن أن يؤدي إلى فوائد كبيرة.
ويعد "تسلسل الوجبات" مفهومًا جذابًا ومدعومًا علميًا يتحدى عادات الأكل التقليدية، ومن خلال إجراء تعديل بسيط على الترتيب الذي نستهلك به طعامنا، يمكننا إدارة مستويات السكر في الدم بشكل أكثر فعالية.
ويسهم تسلسل الوجبات بالتمتع بمشاعر أكبر من الامتلاء "الشبع"، وتعزيز صحتنا العامة والرفاهية، ويسهل الوصول إليه ويمكن لأي شخص تجربته، ويوفر إمكانية إجراء تغييرات إيجابية كبيرة في رحلتك الغذائية، فيما ختمت الصحيفة التقرير متسائلة: "لماذا لا نجرب تسلسل الوجبات".
المصدر: صحيفة واشنطن بوست
