logo
صحة

الشعور بالاكتئاب ليس علامة على الفشل.. قد يكون هذا سببه

الشعور بالاكتئاب ليس علامة على الفشل.. قد يكون هذا سببه
01 يونيو 2024، 3:36 ص

كشفت دراسة حديثة، أن الأفراد الذين يعانون من مستويات أعلى من الاكتئاب هم أقل عرضة لممارسة النشاط البدني في المستقبل، ولكن ليس العكس، مبينة أن الشعور بالاكتئاب قد لا يكون علامة على الفشل الشخصي، بل إشارة إلى الحاجة لزيادة الحركة.

وقدمت الدراسة التي نُشرت في مجلة "الصحة العقلية والنشاط البدني"، وقادها سولي دوباش، طالب الدكتوراه في قسم علم الاجتماع بجامعة تورنتو، رؤى جديدة حول العلاقة بين الاكتئاب والنشاط البدني خلال فترة البلوغ.

وبحسب تقرير نشره موقع "psypost"، يعد الاكتئاب والخمول البدني من مشكلات الصحة العامة الهامة، ويرتبطان بمجموعة من الأمراض وانخفاض نوعية المعيشة.

وبينما أشارت الأبحاث السابقة إلى وجود صلة بين هذين العاملين، فقد كافحت العديد من الدراسات لتحديد اتجاه هذه العلاقة.

وهدفت دراسة دوباش إلى توضيح ذلك من خلال استخدام أساليب إحصائية متقدمة لتحليل كيفية تأثير الاكتئاب والنشاط البدني على بعضهما البعض مع مرور الوقت.

وتشكل أعراض الاكتئاب والخمول البدني بشكل كبير تصور الأفراد لذاتهم وتفاعلاتهم مع العالم. وأوضح دوباش: "لقد انجذبت إلى هذا الموضوع عندما علمت أن النشاط البدني يمكن أن يكون له تأثير على الاكتئاب مثل العديد من الأدوية المضادة للاكتئاب، ولكن دون آثار جانبية".

واستخدمت الدراسة بيانات من استطلاع "حياة الأمريكيين المتغيرة"، وهي دراسة شاملة تابعت 3499 بالغًا أمريكيًا على مدى 25 عامًا، من عام 1986 إلى عام 2011.

وتم استطلاع آراء المشاركين خمس مرات خلال هذه الفترة، مما وفر مجموعة متنوعة وتمثيلية. وتم قياس أعراض الاكتئاب باستخدام مقياس مكون من 11 عنصراً من مقياس مركز الدراسات الوبائية-الاكتئاب، بينما تم تقييم مستويات النشاط البدني من خلال أسئلة حول تكرار الأنشطة مثل المشي والبستنة والرياضة.

وباستخدام نمذجة المعادلات الهيكلية مع أقصى تقدير للاحتمالات، تمكن دوباش من التحكم في العديد من العوامل المربكة، بما في ذلك البيولوجيا الفردية وتاريخ الحياة والسياق الاجتماعي. وكشفت النتائج عن وجود علاقة عكسية بين أعراض الاكتئاب والنشاط البدني عند كل نقطة قياس.

وعلى وجه التحديد، كان الأفراد الذين أبلغوا عن مستويات أعلى من الاكتئاب أقل عرضة للانخراط في النشاط البدني، في حين أن أولئك الذين كانوا أكثر نشاطًا بدنيًا أبلغوا عن أعراض اكتئاب أقل.

تؤكد الدراسة على التفاعل المعقد بين الصحة العقلية والبدنية

وبشكل حاسم، وجدت الدراسة أن المستويات الأعلى من أعراض الاكتئاب تنبأت بمستويات منخفضة من النشاط البدني في موجات المسح اللاحقة.

وتشير هذه العلاقة المرتقبة إلى أن الأفراد الذين يعانون من أعراض الاكتئاب الأكثر حدة يميلون إلى أن يصبحوا أقل نشاطًا بمرور الوقت.

وعلى العكس من ذلك، لم تتنبأ مستويات النشاط البدني بشكل كبير بالتغيرات المستقبلية في أعراض الاكتئاب، مما يشير إلى أنه في حين أن النشاط البدني يمكن أن يدعم الحفاظ على الصحة العقلية، إلا أنه قد لا يمنع ظهور الاكتئاب أو تفاقمه دون معالجة مشكلات الصحة العقلية الأساسية بشكل مباشر.

وأشار دوباش إلى أنه "كان من المفاجئ أن نجد أن أعراض الاكتئاب الحالية يمكن أن تؤثر سلبا على مستويات النشاط البدني بعد سنتين إلى خمس سنوات، في حين أن الخمول الحالي لا يرتبط بأعراض الاكتئاب المستقبلية".

ووجدت الدراسة أيضًا أن المستويات السابقة لكل من النشاط البدني وأعراض الاكتئاب كانت متنبئة بشكل كبير لمستوياتها المستقبلية.

وهذا يسلط الضوء على الطبيعة الدائمة لكل من عادات النشاط البدني وأعراض الاكتئاب، مما يشير إلى أن السلوكيات وحالات الصحة العقلية التي تنشأ في وقت مبكر من الحياة يمكن أن يكون لها آثار طويلة الأمد.

أخبار ذات صلة

نصائح من خبراء تكشف "علامات الاكتئاب" لدى طفلك

           

وأكد دوباش على خلاصتين رئيسيتين من الدراسة: "أولاً، يمكن الشعور بفوائد زيادة الحركة بشكل أسبوعي، وأن الشعور بالاكتئاب ليس علامة على الفشل الشخصي، بل إشارة إلى الحاجة لزيادة الحركة، بأي شكل يناسبك. ثانيًا، ليس هناك وقت خاطئ لبدء ممارسة المزيد من النشاط. إن إنشاء إجراءات روتينية مثل المشي أو الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية يمكن أن يكون له فوائد دائمة لكل من الصحة العقلية والجسدية.

ومع ذلك، فإن الدراسة لديها بعض القيود، فقد استند قياس النشاط البدني إلى التقارير الذاتية، والتي يمكن أن تكون عرضة للتحيز، ولم تسجل كثافة الأنشطة أو إجمالي إنفاق الطاقة.

وأشار دوباش إلى أن العلاقات التي تمت ملاحظتها ليست حتمية، وقد لا تنطبق بالضبط على كل فرد. لذا يمكن أن تستكشف الأبحاث المستقبلية كيف تؤثر العلاقات الاجتماعية على العلاقة بين الاكتئاب والنشاط البدني.

فهل يمكن أن يؤثر وجود أصدقاء للمشي معهم أو الرقص أو الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية بشكل كبير على هذه الديناميكية؟

وبهذا، تؤكد الدراسة على التفاعل المعقد بين الصحة العقلية والبدنية، وتسلط الضوء على أهمية معالجة كلا الجانبين في استراتيجيات الصحة العامة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC