عاجل

هيئة البث: الجيش الإسرائيلي سيدرب قوات البحرية على القتال البري بسبب نقص المقاتلين

logo
تحقيقات استقصائية

"كوب 28".. ما دور حاضنات الأعمال في تشجيع المقاولات البيئية بالمغرب؟

"كوب 28".. ما دور حاضنات الأعمال في تشجيع المقاولات البيئية بالمغرب؟
30 نوفمبر 2023، 2:01 م

مع انطلاق قمة الأطراف COP 28 بدولة الإمارات، يتجدد طرح موضوع دور حاضنات الأعمال في تشجيع المقاولات البيئية ودعم مسار التحول الأخضر بالمغرب، باعتبار دورها في خلق نظام بيئي يشجع المقاولات على تبني ممارسات صديقة للبيئة تسهم في تقليل انبعاثات ثنائي أكسيد الكربون.

وتوفر ريادة الأعمال الخضراء سبيلا لخلق فرص العمل مع التصدي لتحديات مثل التلوث والنفايات وتدهور الموارد الطبيعية.



وعلى نحو متزايد، يبدي رواد الأعمال الشباب الحماس الكافي للابتكار وإقامة وتنمية المشاريع الخضراء، خاصة أنهم يقدمون أفكار مشاريع صغيرة بفرص كبيرة استجابةً للاحتياجات المحلية، واستخدام الموارد المحلية لصالح مجتمعاتهم وتعزيز التنمية الاقتصادية المحلية.



حاضنات الأعمال.. دور حاسم وبنيوي

وتُعرّف حاضنات الأعمال على أنها: مؤسسات تساعد الشركات الناشئة في التأسيس والانطلاق عن طريق تمكينها بمجموعة شاملة ومتكاملة من الخدمات مثل الاستشارات والخبرات والدعم الفني وتأمين المكاتب والعلاقات العامة والتمويل وفرص التكتل والتشبيك وغيرها، بحيث تسمح حاضنات الأعمال الناجحة بتدفق مستمر من الشركات الجديدة ذات الوظائف فوق المتوسط وإمكانات خلق الثروة، وهي في العادة إما تابعة لمؤسسات حكومية أو خاصة أو جمعيات غير ربحية.

وتلعب حاضنات الأعمال والمسرعات دورا حاسما وبنيويا، حيث تقوم بمساعدة رواد الأعمال في مجال الحلول البيئية على التفكير خارج الصندوق وتطوير نماذج أولية وتطويرها لاحقا، واختبار حلول المشاكل البيئية الملحة بشكل مبتكر ومستدام.

وتركز حاضنات الأعمال على مجالات مثل النفايات والطاقة المتجددة وإعادة التدوير، كما يمكنها توفير دعم مالي أولي للمشاريع الواعدة، والاستعانة بخبرات رواد أعمال ناجحين، ومساعدة رواد الأعمال على الوصول إلى الأسواق ورأس المال الخاص، ويساعد دعم الحاضنات رواد الأعمال في المجال البيئي على المضي قدما، وزيادة إيرادات المقاولات الخضراء وخلق فرص شغل جديدة. حول نتائج تشخيص النظام البيئي لريادة الأعمال المناخية والابتكار.



وحسب تقرير البنك الدولي حول نتائج تشخيص النظام البيئي لريادة الأعمال المناخية والابتكار، فإن المنظومة البيئية لريادة الأعمال في المغرب تتألف من منظمات دعم محلية ودولية عدة، تتركز معظمها في مجال الدعم في المراحل المبكرة.

وقد أنشئت العديد من هذه المنظمات مؤخرا، ولا سيما بعد مؤتمر القمة العالمية لريادة الأعمال المنعقد سنة 2014 بمراكش، وتضم المنظومة البيئية لريادة الأعمال عدة فاعلين ومتدخلين منهم الوزارات الحكومية والمؤسسات المالية والمؤسسات التعليمية ومنظمات غير حكومية. وهناك عدد قليل من هذه البرامج لديها تركيز جزئي على تكنولوجيا المناخ.

وأشار التقرير إلى أنه من أصل عشر حاضنات للأعمال التي شملها التشخيص، فقط اثنتان من تركز عملها بشكل كامل يصل إلى 100% على مواضيع البيئة والمناخ، في حين واحدة تركز عملها بنسبة 50% على قضايا البيئة والمناخ، وثلاث حاضنات بنسبة 25%، وأربع حاضنات لا تشتغل على قضايا البيئة.



وفي سياق متصل، قالت الخبيرة في المقاولات البيئية جميلة الحضري لـ"إرم نيوز" إن عمل حاضنات الأعمال على خلق بيئة مساعدة ومشجعة على تطوير الأفكار يعد أحد المكاسب المهمة التي توفرها هذه المؤسسات، وبالإضافة إلى دورها في تشجيع الابتكار الأخضر وتقديم حلول جديدة فهي أيضًا تشجع على اعتماد بعد بيئي في نماذج الأعمال التي تطورها المقاولات خلال مراحل تأسيسها.

وأضافت الحضري إن حاضنات الأعمال وإن لم تكن تشتغل على القضايا البيئية بشكل أساس فإنها تعمل على تشجيع التكنولوجيا والرقمنة، وهي إحدى الصيغ التي يمكن اعتبارها صديقة للبيئة ومساهمة في تقليل استنزاف الموارد الطبيعية والحد من مظاهر التلوث، ناهيك عن دور الحاضنات في نشر الحس المقاولاتي لدى الشباب ودفعهم إلى التفكير في حلول بيئية جديدة عبر المسابقات التي تطلقها بشكل دوري داخل الجامعات أو بشكل مفتوح أمام الجميع.

ونوهت الحضري إلى أن عمل حاضنات الأعمال يتقاطع مع أهداف المنظمات الأممية بخصوص مواضيع البيئة والمناخ، وهو ما يجعلها تضع شرط استحضار المشاريع المنتقاة لاحتضان مبادئ الاقتصاد الدائري، كي يتسنى لها تعزيز حظوظها في الحصول على دعم مالي أولي، وهو شرط يسهم على المدى المتوسط والبعيد في خلق مناخ مقاولاتي صديق للبيئة.



المقاولات داخل حاضنات الأعمال.. تطوير وتحسين

وحول المراحل التي تمر منها المشاريع خلال التحاقها بحاضنات الأعمال تقول جميلة الحضري، والتي سبق لها أن استفادت من خدمات حاضنة أعمال في مجال المقاولات التي تشجع الاقتصاد الدائري، "إن المشاريع في مجملها حين يتم اختيارها من قبل الحاضنات فهي ذات بعد مبتكر ويستدخل التكنولوجيا".

ويبدأ مسار المشروع حسب الحضري بتقديم فكرة المشروع أمام لجنة انتقاء المشاريع التابعة لحاضنة الأعمال مع شرح مفصل لدراسة السوق والعملاء والنموذج الاقتصادي، وعند اختيار المشروع يلتحق بالحاضنة ويتم بعدها تحديد احتياجاته.

وبعد مرحلة الاحتضان، تأتي مرحلة تسريع نمو المقاولة والتي تقوم بشكل أساس على العمل المكثف لأجل تعبئة موارد مالية مهمة عبر اتفاقيات شراكة ودعم مباشر من شأنه الرفع من إنتاجية المقاولة، مع توفير معدات العمل الأساسية التي من شأنها مساعدة المقاولة على تسريع نموها بشكل سريع وخلال فترة ممتدة بين أربعة إلى أربعة عشر شهرًا.



مقاولة Biodome.. حل بيئي تبلور داخل الحاضنات

من جهتها أشارت فاطمة الزهراء برعيش، وهي متخصصة في مجال إعادة تدوير النفايات وصاحبة مقاولة Biodome، لـ"إرم نيوز" إلى أهمية "أن تكون الحلول البيئية مدرة للربح المادي، حيث يسمح باستدامتها واستمرار أثرها البيئي الإيجابي"، وتضيف "أن العادات اليومية للإنسان تؤثر بشكل كبير على البيئة والمناخ، وأوضحت أن عدم فرز النفايات العضوية في المنزل يتسبب بشكل كبير في ارتفاع نسبة الغازات في الهواء وهو ما يؤثر سلبا على المناخ".

وبخصوص مقاولة Biodome، تقول برعيش إنها "تعمل على تثمين النفايات العضوية وإعادة تدويرها لأجل إنتاج الغاز الطبيعي الذي يعد أحد مصادر الطاقة البديلة عن النفط"، وتضيف "يعتبر الغاز الطبيعي من المحروقات عالية الكفاءة قليلة الكلفة والانبعاثات الملوثة للبيئة، وذلك عبر بناء وحدات لإنتاج الغاز الطبيعي يتم إنشاؤها في المصدر وتقوم على استقبال النفايات العضوية وتدويرها لأجل إنتاج الغاز الطبيعي".



وعن تجربتها داخل حاضنات الأعمال، قالت فاطمة الزهراء "لعبت دورًا محوريًا وأساسيًا في اختيار تخصصي في مجال البيئة وفي تطوير فكرة المشروع بحيث أقدم حلًا بيئيًا وفي ذات الآن حلًا مربحًا على المستوى المادي وذلك لأجل تشجيع الفلاحين على اعتماده".

وأضافت أن حاضنات الأعمال قدمت لها فرصة الاستعانة بخبراء في المجال القانوني والبيئي وذلك لأجل حماية فكرتها وتحسينها وهو ما مكنها من المضي قدمًا في الفكرة، كما مكّنتها من الحصول على دعم مالي أولي لأجل بناء نموذج أولي للفكرة، وهو ما ساعدها على تطوير مشروعها وإيجاد شركاء لها".



وحول التحديات التي لا تزال تواجهها حاضنات الأعمال في المغرب، أفادت فاطمة الزهراء أن اقتصار تواجدها على المدن الكبرى يضيع فرصا كثيرة على شباب المدن الصغرى والتي تعرف تحديات بيئية عديدة خاصة تلك المتعلقة بالعادات اليومية، على حد وصفها.

وبهذا تكون حاضنات الأعمال أحد العوامل التي تسهم بشكل إيجابي في الحفاظ على البيئة وكذلك تقليل الانبعاثات الضارة في الهواء، عبر تشجيع الابتكار في مجال الحلول البيئية وتوفير جميع الظروف الضرورية لأجل تطوير المشاريع بشكل جيد.

إلا أنه ورغم هذا الجانب الهام، لا تزال فلسفة الحاضنات تحتاج بعض التجويد من حيث انتقاء المشاريع ومواكبتها بعد انقضاء فترة الاحتضان، وأيضًا أن يتم تكسير مركزية الحاضنات في المدن الكبرى، عبر برامج حكومية تنحو منحى التعميم وتمكين جميع الشباب من فرص ولوجها والاستفادة من خدماتها.



ومع ذلك، وعلى الرغم من أهمية الأفكار التي يقدمها رواد الأعمال الشباب، فغالبا ما تحتاج الشركات الصغيرة إلى التوجيه والاستشارة والدعم لمساعدتها على التفكير بشكل مستدام وإقامة وتنمية أعمالهم بشكل متين وتنافسي.

وهذه الخدمات أكثر أهمية بالنسبة لأصحاب المشاريع ذات البعد البيئي والأخضر، لأجل تطوير أعمالهم بشكل متخصص، حيث يحتاجون فيه إلى معرفة وافية بمجال الإدارة والتسيير ومناهج مصممة لبلورة الحلول البيئية بشكل جيد.



           
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC