logo
تحقيقات استقصائية

الطائرة "الزنانة".. كابوس يؤرق سكان غزة

الطائرة "الزنانة".. كابوس يؤرق سكان غزة
01 مارس 2024، 4:16 ص

تمثل طائرات الاستطلاع الإسرائيلية التي تحلق على مدار الساعة في سماء غزة، ويُطلق عليها السكان اسم "الزنانة"؛ بسبب صوتها المزعج، كابوسًا يؤرق سكان القطاع.

وتعتمد المؤسسات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية على هذا النوع من الطائرات للحصول على المعلومات الاستخباراتية من شوارع وأزقة الأحياء السكنية، كما أنها تمثل مصدر إزعاج وضغط نفسي على السكان، لاسيما وأنها تحلق أحيانًا على ارتفاعات منخفضة.

أخطر الطائرات

وتعتبر إسرائيل من بين 6 دول تصنع أخطر 10 طائرات مسيرة عسكرية في العالم، و"الزنانة" وهي الطائرة الصغيرة من أهم قطع الترسانة العسكرية الإسرائيلية، وبدأ استخدامها منذ عام 2000.

وجعلت إسرائيل من "الزنانة" جزءًا من حياة سكان غزة، حيث بات صوتها المزعج راسخًا برؤوسهم طوال ساعات الليل والنهار، إذ يعتبرها السكان نذير شؤم ومقدمة لعمليات عسكرية.

وخلال حروب غزة، استخدم الجيش الإسرائيلي أنواعًا مختلفة من هذه الطائرة، ونفذ عبرها عمليات اغتيال لقادة الفصائل الفلسطينية داخل وخارج القطاع، كما شاركت بتدمير المباني السكنية، إضافة لدورها في جمع المعلومات.

وتستخدم إسرائيل "الزنانة" لدعم مهماتها القتالية سواء الجوية أو البرية في غزة، كما أنها تنفذ مهام تجسس عالية الدقة، ما يمكن الجيش الإسرائيلي من تحقيق نجاحات في العديد من عملياته دون المخاطرة بجنوده.

وعادة ما تشترط حركة حماس وقف تحليق هذه الطائرات في أي مباحثات تهدئة مع إسرائيل، في حين يتعمد الجيش الإسرائيلي تكثيف تحليقها في مختلف المناطق وعلى مستوى منخفض، خاصة خلال ساعات الليل.



ذخر استراتيجي

ويقول الخبير في الشأن الأمني، رفيق أبو هاني، إن "إسرائيل تتعمد استخدام مثل هذه الطائرات لإرهاب سكان القطاع"، مبينًا أن الطائرات المسيرة تمثل ذخرًا استراتيجيًا للجيش الإسرائيلي من الناحيتين الأمنية والعسكرية.

وأوضح أبو هاني، لـ"إرم نيوز"، أن "إسرائيل استخدمت تلك الطائرات في رصد واغتيال عدد كبير من قادة الفصائل الفلسطينية، ومكّنت جيشها من تحقيق أهداف نوعية وغير مسبوقة بسبب أدائها المتطور".

وأضاف: "كافة دول العالم تخوض في الوقت الراهن حربًا باردة بالطائرات المسيرة، سواء للتجسس أو لعمليات الاغتيال المجهولة والسريعة"، لافتًا أن اقتناء المسيرات أصبح الهدف الأبرز بالنسبة لجيوش العالم.

وبين أبو هاني أن "لمثل هذه الطائرات تأثيرات عسكرية واستخباراتية ونفسية خطيرة على الأطراف المقاتلة"، مؤكدًا أن إسرائيل أكثر الدول التي تدرك أهمية تلك الطائرات، وتعمل على تطويرها بأشكال مختلفة، باستخدام الذكاء الاصطناعي.



حرب نفسية

وقال المختص في الطب النفسي، أشرف زقوت، إن "الطائرة المسيرة المعروفة باسم الزنانة تمثل إحدى وسائل الحرب النفسية التي تستخدمها إسرائيل ضد سكان القطاع منذ خمسة أشهر في غزة".

وأوضح زقوت، لـ"إرم نيوز"، أن "الزنانة تتسبب للسكان بأذى نفسي كبير، وتشعرهم باليأس والخطر الدائم.. تسببت الزنانة لسكان القطاع باضطرابات نفسية وأمراض معقدة ستظهر آثارها لاحقًا".

وتابع: "يعاني معظم السكان بسبب الزنانة من اضطرابات النوم والقلق والعصبية الشديدة، كما أن استمرار تحليقها في الأجواء وصوتها المزعج قد يؤدي لأمراض نفسية خطيرة للغاية، خاصة لدى الأطفال".

وأشار زقوت أنه "إلى جانب الأمراض النفسية، فإن الصوت المزعج يمكن أن يتسبب بأمراض عضوية للسكان، فيما يتعلق بحاسة السمع"، متهمًا إسرائيل بتعمد إبقاء صوتها العالي لزيادة الضغوط النفسية.

وحذر زقوت من "مخاطر استخدام إسرائيل لهذه الطائرات على الصحة النفسية"، مشددًا على ضرورة أن يكون هناك برنامج صحي نفسي عاجل لجميع سكان القطاع عقب انقضاء الحرب الدائرة حاليًا.

مصدر إزعاج

ويقول الفلسطيني، زهير كامل، إن "الزنانة تمثل أكبر مصدر إزعاج له ولجميع سكان القطاع، وتسببت لهم بقلة ساعات النوم والأرق الشديد"، مؤكدًا أنه منذ الحرب الإسرائيلية على غزة وهو لا يستطيع النوم خلال ساعات الليل بسبب صوتها المزعج.

وأوضح كامل، في حديث لـ"إرم نيوز"، أنه "منذ بداية الحرب، لاحظ كمعظم السكان تحليق الزنانة بشكل منخفض عما كانت عليه في السابق، الأمر الذي تسبب بالقلق والخوف الشديدين من قبل جميع الفئات العمرية".

وأضاف أنه "في بعض الأحيان يفزع أطفالي من نومهم بسبب صوتها العالي، كما أن الصوت يعلو وينخفض فيما يبدو أن الجنود الإسرائيليين يتحكمون بها بهدف إزعاجنا وتحويل حياتنا إلى جحيم، سواء بأصوات القصف أو الزنانة".

وتابع كامل: "يمكن وصف هذا النوع من الطائرات بالكارثة، فهي مصدر قلق وإزعاج في جميع الأوقات، ونذير شؤم لقصف إسرائيلي مرتقب؛ فالزنانة تجعل سكان القطاع بحالة استنفار وخوف دائمين، وبشكل خاص خلال الليل".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC