logo
مجتمع

"المميزون" لرعاية الأيتام.. أسرة بديلة لأطفال حلب

"المميزون" لرعاية الأيتام.. أسرة بديلة لأطفال حلب
11 أغسطس 2016، 3:24 ص

ما بين أطلال منازل مدمرة وشوارع باتت مقفرة، يطل مبنى مكون من أربعة طوابق يحتضن بداخله قلوب صغيرة اعتصرت بفقدان والديها.. إنها دار "المميزون" لرعاية الأيتام في مدينة حلب، شمالي سوريا، التي تأن تحت وطأة الحرب المستمرة منذ أكثر من 5 سنوات.

وتعد دار "المميزون" الأولى من نوعها في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في حلب والتي تعمل على رعاية الأطفال اليتامى ممن فقدوا آبائهم وأمهاتهم ولم يبقى لهم معيل جراء هجمات قوات نظام بشار الأسد على مناطق سيطرة المعارضة في المدينة.

وتأسست الدار مطلع عام 2013 وترعاها مؤسسة "أمة" الأهلية، وتحتضن نحو 25 يتيماً من أعمار تتراوح بين 6 و10 سنوات، وتتألف من 4 طوابق اثنان منها تحت الأرض، مقسمة إلى غرف في كل منها 4 أسرة وحمام مستقل، ويوجد في كل طابق مطبخ ومطعم يتناسب مع أعداد الأيتام الذين يقطنونه، وفي الطابق الرابع يوجد مصلى وقاعات للنشاطات والترفيه.

أسمر الحلبي، مدير الدار، قال للأناضول إن قصف النظام وحلفائه المتواصل على مناطق المدينة تسبب بتحول آلاف الأطفال إلى يتامى وهو ما استدعى بدء إنشاء دور لاستقبالهم ورعايتهم نفسياً وصحياً وجسدياً.

وأضاف الحلبي أن مشروع دار "المميزون" هو أول مشروع خيري للأيتام فاقدي الأب والأم في مناطق حلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة، مشيراً إلى أنهم استقبلوا 25 يتيماً كمرحلة أولى، ويخططون لرفع العدد إلى 150.

وبحسب المدير فإن الدار تتّبع آليات واضحة لاستقبال اليتامى وضمهم حيث تعتمد على توثيق بياناتهم في كشوفات، لافتاً إلى أن القائم على الدار "كادر إداري متميز وموجهين نفسيين وتربويين".

الأخصائية النفسية في الدار والتي اكتفت باسم "أم أيمن"، لأسباب شخصية، حسب تعبيرها، قالت إن إدارة الدار تحرص على رعاية اليتيم نفسياً وتربوياً وصحياً وجسدياً فيما تقوم المرشدات النفسيات بمتابعة أوضاع اليتامى عن قرب، والتحدث معهم عن همومهم وطموحاتهم.

وذكرت أنه إضافة إلى الرعاية النفسية والعناية المتواصلة على مدار 24 ساعة، فإن الدار "تقيم أنشطة ثقافية وترفيهية ولديها مختصون في هذه المجالات، وكادر مميز ويمتلك خبرة في رعاية الأيتام".

وتشير إحصاءات من الجمعيات الإنسانية العاملة في المنطقة، إلى وجود نحو 30 ألف يتيم في مناطق سيطرة المعارضة في حلب، فيما لا يتجاوز عدد المكفولين منهم 7 آلاف بكفالة مالية شهرية تقدر بين 40 -50 دولار لليتيم الواحد.

ومنذ أكثر من 3 سنوات يتقاسم مقاتلو المعارضة مع قوات النظام والميليشيات الموالية له السيطرة على أحياء مدينة حلب، وتشن الأخيرة قصفاً وتفرض حصاراً شبه كامل على الأحياء الشرقية التابعة لسيطرة المعارضة.

أخبار ذات صلة

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC