جاب الدول العربية وتبناه العراق.. حقائق عن نشيد "موطني"

يعيد تعثر المغنية شذى حسون في تأدية النشيد الوطني للعراق في مهرجان العراق الدولي، للأذهان، تاريخ وقصة النشيد الوطني الأشهر عربيًّا "موطني".

لكن لماذا يعتبر هذا النشيد هو الأشهر؟

القصيدة في الأصل هي للشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان، ولها الفضل في تعزيز شهرته. وكانت واحدة من القصائد، التي تعتبر الأثرى في مسيرته التي اختطفها الموت سريعًا، وذلك عندما كان لا يزال طالبًا بالجامعة الأمريكية في بيروت.

صقلت بيروت موهبة الشاعر طوقان في الشعر، وأثمرت علاقاته مع شعراء ومثقفين لبنانيين، في تعاونه مع الأخوين الملحنين اللبنانيين محمد وأحمد فليفل، اللذين قاما عام 1934 بتلحين "موطني"، وأسهمت القصيدة كذلك بشهرتهما.

ما لبثت أن انتشرت "موطني" سريعًا، لتصبح روحًا وطنية للعديد من الشعوب العربية، التي كانت تناضل آنذاك للتحرر من الاستعمار، وعلى رأسها الجزائر.

اعتمدت الجزائر نشيد "موطني" في جميع المدارس الجزائرية في المرحلة الابتدائية، وأصبح نشيدًا وطنيًّا معتمَدًا في المحافل الثورية ومظاهراتها آنذاك ضد الفرنسيين.

وتبنَّت فلسطين "موطني" نشيدًا وطنيًّا غير رسمي، والذي اعتبروه رمزًا لنضالهم المستمر، حتى اعتمد نشيد "فدائي" بدلًا منه رسميًّا في بداية الثورة الفلسطينية.

العراق بين نشيدين

اعتُمد نشيد "موطني" بشكل رسمي في العراق، وذلك بعد سقوط نظام صدام حسين في عام 2003، واستُخدم بدلًا من نشيد "أرض الفراتين" لشفيق الكمالي.

ويعتبر "موطني" النشيد الخامس في تاريخ العراق الحديث منذ تأسيسه عام 1921، واللافت أنّ لحنًا بذات الاسم "موطني"، تم اعتماده رسميًّا في العهد الجمهوري الأول، لكن كان عبارة عن موسيقى دون كلمات.

وكان لحن "موطني" آنذاك للموسيقار العراقي لويس زنبقة، والذي قدمه لعبدالكريم قاسم واعتمده الأخير. ويعدّ "زنبقة" العراقي الوحيد، بين الخمسة الذين لحنوا النشيد الوطني على مدى تاريخ العراق الحديث.

في عام 2012، قُدمت قصيدة الشاعر العراقي البارز محمد مهدي الجواهري "سلام على هضبات العراق"، والتي كان كتبها في عام 1947، كنشيد وطني لجمهورية العراق بدلًا من "موطني"، وقام مجلس النواب العراقي باعتمادها بالفعل، إلا أنه لم يعلن مطلقًا عن اتخاذها كنشيد جديد.