الجفاف يحرم المغاربة من الحمامات التقليدية

في ظل العجز المائي الذي يشهده المغرب نتيجة توالي سنوات الجفاف، أصدرت السلطات المغربية قرارات بإغلاق الحمامات التقليدية المغربية في مجموعة من المدن والجهات، لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع (من الاثنين إلى الأربعاء)، كإجراء استعجالي لتدبير أزمة الماء في المملكة.

وشرع أرباب الحمامات في إغلاق محالهم كخطوة احترازية للحد من هدر المياه، وتفعيلا للتوجيهات الصادرة من السلطات، التي تسعى من خلالها وزارة الداخلية إلى ترشيد استهلاك المياه في مواجهة الأزمة الحادة التي تعرفها مناطق عديدة من المملكة، خصوصا بعد تراجع منسوب المياه في السدود، وتراجع منسوب المياه الجوفية بشكل كبير.

وتعد الحمامات التقليدية بهندستها المعمارية المتميزة، التي تنتشر بشكل واسع في كل المدن المغربية، من المرافق التي طبعت الثقافة الشعبية المغربية منذ تاريخ بعيد، وتحظى بأهمية كبيرة ومكانة مهمة في حياة المغاربة، وهو ما ظهر جليا خلال أزمة جائحة "كورونا" عندما تم إغلاقها بشكل كامل.

وتفرض الأزمة الجديدة التي تهدد الأمن المائي للمملكة مرة أخرى غلق هذه المرافق التي يصل عددها اليوم نحو 13 ألفا، كواحدة من الإجراءات الاستعجالية الضرورية، إلى جانب عدد من التدابير الأخرى التي باشرتها السلطات المغربية.

"أزمة حقيقية"

وقال الخبير في السياسات المائية، عمر الودادي، إن اللجوء إلى هذه التدابير أملته الظرفية وأصبح ملحا، لأن كل قطرة ماء مهمة، ولا يعقل أن يكون المواطن المعني غائبا عن المشهد في ظل الأزمة والحرص الملكي على حل المشكلة المائية ومواجهتها وضمان عيش المواطنين.

واعتبر الودادي، في تصريحه لـ"إرم نيوز"، أن لجوء السلطات إلى قطع الماء ليومين أو ثلاثة أيام عن الحمامات يؤكد أن البلاد تواجه أزمة حقيقية، ما يستوجب استهلاك ما يلزم فقط من الماء والحفاظ ما أمكن عليها في سلوكياتنا اليومية.

وأوضح المتحدث ذاته أن المغرب تأثر بالتغيرات المناخية بشكل جلي، وما نعيشه اليوم هو جفاف هيكلي أصبح يسيطر على المملكة، ولا بد من اتخاذ إجراءات لمواجهة حقيقة المشكلة ومعالجتها.