منها المشبك والسمسم.. حلويات لحج والحديدة تزاحم الحلوى الهندية في عدن‎‎

انتشر في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة لليمن، عدد محدود من محلات بيع الحلويات العدنية والعربية والهندية منذ القدم، كان معظمها يتركز في مدينة عدن القديمة "كريتر"، بالإضافة إلى مديرية الشيخ عثمان.

واشتهرت عدن منذ أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، ببعض أصناف الحلويات الهندية، مثل اللدو والمشبك وأفلتون وحلاوة اللبن والجلاب والجاتيا والقمرية "بنت الشيخ" وغيرها، وأنواع عربية أخرى مثل حلوى الصوري والفيل والهريس.

كما ظهرت في عدن حلويات أخرى تشتهر بصناعتها محافظة الحديدة، مثل المشبك الحديدي، ولكن بشكل محدود منذ سنوات، إلا أنها تزايد توسعها مؤخرا منذ ما بعد 2015 ونزوح الكثير من الأسر من محافظة الحديدة صوب عدن، ومن تلك الحلويات التي ازدهرت مؤخرا في عدن، حلوى الحيمة والحلي واللوز والسمسم، وتنوع حلوى المشبك.

قلة الطلب عليها

ويقول خلدون الحلواني (42 عاما)، صاحب أحد ملاك محلات بيع الحلويات في عدن في حديث لـ"إرم نيوز" إن "ازدهار وتنوع حلويات لحج والحديدة في عدن، علاوة على تزايد أنواع الحلويات العربية والحضرمية وأخرى مستحدثة، زاحم الحلويات الهندية التي اشتهرت بها عدن منذ القدم، وطغى على معظمها، وقل الطلب عليها مؤخرا".

وأضاف : "هذا أحد الأسباب الذي دفعني لتغيير نشاط محلي، قبل عامين، حيث وجدت أن بيع الحلويات الهندية بات غير مجدٍ خاصة مع ارتفاع أسعار المواد الداخلة في صناعة الحلوى، مما يضطرني إلى رفع أسعار الحلويات عادة، لكن ذلك تسبب بتراجع الطلب عليها، وتكدس الحلويات في المحل حتى تعطب، وهو ما تسبب لي بخسائر كبيرة".

وأوضح خلدون وهو أحد بائعي الحلوى في مدينة كريتر: "غيرت نشاط المحل إلى بيع المقليات مثل السمبوسة والباجية والمطبق والفرولي وبطاط الحمر والكاري وغيرها، وأفكر حاليا لإضافة نوع أو نوعين من الحلويات المستحدثة مؤخرا، لكن ذلك يتطلب مزيدا من التفكير والدراسة".

حلويات لحج والحديدة

ويقول محمد سعيد (37 عاما) وهو بائع حلويات الحديدة ولحج على عربة صغيرة، وسط الحي التجاري لمدينة كريتر، إنه لجأ لبيع الحلويات على هذه العربة منذ العام 2017 في عدن، عقب نزوحه من محافظة الحديدة.

وأضاف في حديث لـ"إرم نيوز" أن "بعض الحلويات تصنعها زوجتي، بينما معظمها أشتريها من تجار في الشيخ عثمان وشمال عدن، وأبيعها في كريتر لأقتات منها وأعيل زوجتي وأولادي الأربعة (3 بنات، وولد صغير يقف بجواره)".

وعن الحلويات وأنواعها، أشار محمد بيده إلى أنواع الحلوى التي يبيعها كلا على حدة، إذ قال: "هذه حلوى المشبك المشهور في الحديدة، وهذه حلوى المشبك اللحجي، وكلا القرصين سعرهما يبلغ 3 آلاف ريال، ونبيع أيضا قطعا صغيرة منه بسعر 100 ريال فقط، مراعاة للمشتري الذي عادة لا يمتلك سعر القرص كاملا".

وأضاف "هذه حلوى المضروب اللحجي، وحالها كالمشبك أيضا، منها القطع الكبيرة والصغيرة وكل قطعة لها سعر، وهذه حلوى الصابوني، وهذه حلوى الحيمة، وهذه حلوى الصباح، وهذه السمسمية وأقراص اللوز المحمر، وهذه صوابع حلي للأطفال، معظمها حلويات لحجية معروفة وأخرى تشتهر بها الحديدة ".

وحول حجم المبيعات، رفع محمد يديه للأعلى وقال:"الحمدلله، الرزق على الله، أحيانا يكون السوق جيدا، خاصة خلال يومي الخميس والجمعة، بينما باقي الأيام يكون العمل أقل بكثير".

ورد محمد حول مزاحمة هذه الحلويات للحلويات العدنية في السوق، لفت إلى أنه ليس لديه علم بذلك، لكنه قال: "لا أعتقد ذلك، فالحلويات حالها كحال باقي السلع والمواد في السوق، لها ناسها، ولكن ربما ارتفاع الأسعار بصورة كبيرة جدا، دفع الناس لترك ما يعجبهم من الحلويات، مقابل أخرى أقل ثمنا، كما هو الحال مع السلع الغذائية".

ارتفاع الأسعار

ويرى محمد القباطي (31 عاما) يعمل في محل لبيع حلوى الصوري والهريس والخلطة في كريتر، أن أسعار الحلويات ارتفع كثيرا نتيجة ارتفاع أسعار كل شيء، جراء تدهور الريال اليمني وارتفاع أسعار صرف العملات.

وأضاف في حديث لـ"إرم نيوز" "تسبب ذلك في عزوف الكثير من الناس عن شراء الحلوى، كما أنني اتعرض لإحراجات بشكل يومي تقريبا من بعض المواطنين الذين يريدون أن يشتروا بـ100 ريال مثلا أو 200 ريال، نوعا أو نوعين من الحلويات، بينما آخرون يطلبون مني تقديم قطعة صغيرة لهم دون نقود، بحجة أنهم لا يملكونها".

واختتم حديثه: "لن تصدق إذا قلت لك إن مالك المحل يتعرض أحيانا للخسارة، ولكن ليس كثيرا، عموما بالعادة وبسبب استمرار ارتفاع أسعار المواد الداخلة في صناعة الحلويات، نضطر إلى شراء الأقل سعرا، دون النظر للجودة، ولكن نحرص على أن نحافظ قدر الإمكان على مذاقها، ونعوض في أصناف أخرى مستحدثة".