يترقب العالم مساء الخميس بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، المناظرة الرئاسية الأولى بين الرئيس جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب، في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024.
ووسط هذا الترقب، باتت التوقعات عن الشكل المنتظر لهذه المناظرة، أكثر ما يشغل المتابعين، في ظل فرض قوانين جديدة صارمة في قاعة المناظرة لضبط الحديث وتجنب المقاطعات التي كانت تميز ترامب في مناظرتيه السابقتين مع بايدن في انتخابات 2020، وكذلك الأمر مع الديمقراطية هيلاري كلينتون، في انتخابات 2016.
فبينما كان بإمكان ترامب الترجل وملاحقة منافسته هيلاري كلينتون، في رواق قاعة المناظرة في مشهد أثار الكثير من الجدل، لن يكون بمقدرة ترامب تكرار الأمر مع منافسه الثمانيني الذي بالكاد يستطيع التمسمر واقفًا في مكانه خلف منصة الإلقاء.
كما لن يكون بمقدار ترامب الحديث في الوقت الذي يتحدث به خصمه، لأن التحكم بالمايكروفونات سيكون بيد مدير المناظرة، الذي سيتولى مهمة إطفائه لدى ترامب، عندما يكون الوقت مخصصًا لحديث خصمه بايدن.
وهناك قضايا مهمة كثيرة من المرجح أن تتسبب باندلاع نقاش حاد بين بايدن وترامب، ولكن أكثر ما قد يهم الناخب الأمريكي اليوم، هو استخلاص مدى قدرة الرجلين على قيادة الأمة لأربع سنوات قادمة، في ظل رئيس وصل من العمر 81 عامًا، تحيط به شكوك حول قدراتها الإداركية والبدنية.
وفي المقابل، قد تكون الشخصية الجدلية لترامب، أول رئيس أمريكي سابق يدان بجرائم جنائية، أبرز جانب يهدد نجاحه في الوصول للبيت الأبيض للمرة الثانية.
ورأى محللون أمريكيون أنه على مدار المناظرات الرئاسية السابقة، كانت المواقف الارتجالية وقدرة المناظرين على صياغة الجمل والأداء وكسب استعطاف المشاهدين، بعيدًا عن القضايا السياسية الجدلية، أكثر تأثيرًا على الناخب، فالإشارات الشخصية تطغى على الحجج السياسية في المناظرة.
مخاوف ديمقراطية مبررة، من ارتباك متوقع أو هفوات قد يرتكبها بايدن كعادته خلال كثير من خطاباته، قد يملك ترامب فرصة ثمينة للرد عليها فورًا أمام الملايين من المشاهدين، كاستبدال الأسماء أو التلكؤ أو حتى الصمت المفاجئ غير المبرر والتوهان.
فبايدن سيذهب للمناظرة في أتلانتا دون أوراق مليئة بالجمل أو الخطابات المسبقة، وكل ما سيكون بين يديه ورقة بيضاء ناصعة وقلم حبر لتدوين ملاحظات آنية للرد عليها مباشرة، وهو ما يتعارض مع ما اعتاد عليه مؤخرًا في خطابات كي لا يقع في الخطأ، الذي كان رغم كل ذلك يقع به مرارًا.
مناظرة ستكون شيقة وكل شيء فيها متوقع، وقد نشاهد حدثًا نادرًا يحدث للمرة الأولى بتاريخ مناظرات الرئاسة الأمريكية، فأمامنا سيقف طامحان بالرئاسة في خريف العمر.
