عاجل

وسائل إعلام: رشقة صاروخية جديدة من جنوب لبنان تجاه الجليل الأعلى 

logo
أخبار

ما دلالات تغير خريطة النفوذ في إدلب السورية؟

ما دلالات تغير خريطة النفوذ في إدلب السورية؟
06 فبراير 2020، 9:23 ص

أظهرت أحدث خريطة عن توزع مناطق النفوذ في محافظة إدلب، أن مدينة سراقب ما زالت خاضعة لسيطرة فصائل المعارضة، فيما تطوقها القوات الحكومية السورية من جميع الجهات.

ويأتي ذلك بعد ورورد تقارير إعلامية عن استعادة القوات الحكومية السيطرة على مدينة سراقب، لكن يبدو أن فصائل المعارضة شنت هجمات عكسية، بعد منتصف الليلة الماضية، تمكنت خلالها من استعادة أجزاء في المدينة، وإبعاد القوات الحكومية عن المناطق التي دخلتها.

تقدم سريع للقوات الحكومية

وتشير الخريطة، التي نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الخميس، إلى النفوذ سريعًا في محافظة إدلب، غير أن خبراء يرجحون كفة الحسم العسكري لصالح القوات الحكومية التي استطاعت السيطرة خلال الأسبوع الأخير على أكثر من 80 قرية وبلدة ومدينة في المحافظة، بينها مدينة معرة النعمان الإستراتيجية.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد، قال في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إن معركة إدلب تعد الأساس لحسم الحرب في بلاده.

وتمثل محافظة إدلب آخر معاقل المعارضة المسلحة، وتسيطر على أجزاء واسعة منها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا)، إلى جانب فصائل متشددة أخرى أقل نفوذًا، تنشط في المحافظة المتاخمة لحدود تركيا التي استقدمت خلال الأسبوع الأخير تعزيزات عسكرية ضخمة، بهدف صد التقدم الذي تحرزه القوات الحكومية.

صفقات سرية محتملة

ويعزو مراقبون هذا التقدم السريع للجيش السوري في المحافظة إلى صفقات أبرمت خلف الستار بين تركيا وموسكو، كما حدثت في مرات سابقة، حينما تخلت تركيا عن المعارضة المسلحة في الغوطة ودرعا وحلب، في مقابل السماح لها بالتوغل في مناطق شمال سوريا، لتقطيع أوصال أي كيان كردي متماسك جغرافيا، في سوريا.

ويشير المراقبون إلى أن هذه الصفقات لا يتم الإعلان عنها عادة، لعدم إحراج تركيا التي تقدم نفسها داعمة للمعارضة السورية المسلحة، إلا أن ما يهمها من الملف السوري هو عدم تمكين الأكراد السوريين من الحصول على أي مكتسبات ما قد ينعكس سلبًا على القضية الكردية لديها.

وأشار أحدث تقارير المرصد السوري إلى أن القصف الجوي المكثف على إدلب متواصل، إذ استهدفت عشرات الغارات الروسية والسورية أماكن في سراقب، وبنش، وسرمين، وتفتناز.

حصار سراقب

وأفاد المرصد أن القوات الحكومية سيطرت على قرية آفس شمال مدينة سراقب، لتحاصر المدينة من جميع الجهات، بعد أن خسرت مواقع داخل المدينة كانت قد اسعادتها، الأربعاء، مشيرًا إلى أن عشرات المسلحين من الفصائل الجهادية باتوا محاصرين داخل مدينة سراقب.

وفيما تبدي موسكو حماسة إزاء تقدم النظام في آخر معاقل المعارضة السورية في إدلب، قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، إن بلاده تشعر بقلق بالغ إزاء الهجمات التي تشنها القوات الحكومية السورية بدعم من روسيا في إدلب.

ووصف المبعوث الأمريكي ما يجري في إدلب بالصراع الخطير، داعيًا موسكو إلى تغيير سياساتها وتلبية مطالب المجتمع الدولي في سوريا دون الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

وأضاف جيفري أن إيران وحزب الله، إلى جانب روسيا، تدعمان هجوم القوات الحكومية السورية في إدلب، مشيرًا إلى أن واشنطن لا تعلم إن كان الهدف هو السيطرة على طريقي (إم فور) و (إم فايف)، أم سيستمر لأبعد من ذلك، في إشارة إلى طريقين رئيسين، يربط أحدهما مدينة حلب بالعاصمة دمشق، فيما يمتد الآخر من شرق البلاد إلى محافظة اللاذقية الساحلية.

تلاسن بين تركيا وروسيا

وتتزامن هذه التطورات الميدانية، مع تصريحات تركية وروسية متواترة، تشير إلى عمق الخلاف بين الجانبين حول الطريقة الأنسب لمعالجة الوضع في إدلب، رغم احتمال وجود صفقات سرية محتملة، ففي حين تطالب أنقرة بوقف تلك الهجمات، إلا أن موسكو تشير إلى المخاطر التي يمثلها وجود المتشددين في تلك المنطقة.

وبدا حجم التوتر بين الجانبين في أعقاب استهداف القوات الحكومية السورية لموقع عسكري تركي أسفر، بحسب أنقرة، عن مقتل 8 جنود أتراك، لترد أنقرة بشن هجمات مماثلة تسببت بمقتل عشرات الجنود السوريين، وفقا للرواية الرسمية التركية، ليخيم التصعيد على التعاون الهش في سوريا بين أنقرة وموسكو.

وقال الكرملين، اليوم الخميس، إن هجمات المتشددين في منطقة تخضع لمسؤولية تركيا في إدلب مستمرة على مواقع القوات الحكومية السورية والبنية التحتية العسكرية الروسية.

وأوضح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أنه لا توجد حاليًا خطط لاجتماع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان لتهدئة التوتر في إدلب، لكن بيسكوف أشار إلى أنه من الممكن ترتيب مثل هذا الاجتماع بين الرئيسين سريعًا إذا لزم الأمر.

ألف هجوم

وقالت موسكو إن إن المتشددين نفذوا أكثر من 1000 هجوم في منطقة خفض التصعيد في إدلب خلال الأسبوعين الأخيرين من كانون الثاني/يناير الفائت.

من جانبه، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الخميس، إن أنقرة تتوقع من روسيا أن توقف هجمات الحكومة السورية في منطقة إدلب على الفور، مضيفًا أن أنقرة بحاجة إلى العمل مع موسكو لحل المشكلات في المنطقة.

وفي حديثه إلى الصحفيين في باكو، قال جاويش أوغلو إن وفدًا روسيًا سيزور تركيا لبحث الوضع في إدلب، وأضاف أن أردوغان قد يجتمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد تلك المحادثات إذا لزم الأمر.

وكان الرئيس التركي هدد، أمس الأربعاء، بطرد القوات الحكومية السورية في إدلب ما لم تنسحب من المنطقة بحلول نهاية الشهر لوقف هجوم قال إنه أسفر عن نزوح نحو مليون شخص.

ومن المنتظر أن يعقد مجلس الأمن الدولي، في وقت لاحق، اليوم الخميس، جلسة لبحث الوضع في إدلب، بناءً على دعوة من واشنطن، وباريس، ولندن.



logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC