دبلوماسي روسي كبير يصف المحادثات النووية بين واشنطن وطهران بـ "المشجعة"
كشفت صحيفة "الشرق الأوسط" عن وثيقة تشير إلى لقاء البعثة الدبلوماسية الروسية الدائمة لدى الأمم المتحدة في جنيف، مع "شخصيات علوية مؤثرة" ومعارضة في المهجر.
ووفقا لمحضر الاجتماع/الوثيفة، بين البعثة الروسية والشخصيات العلوية السورية، الذي عُقد في منتصف الشهر الجاري، فإن الوفد السوري أبدى تصوراته خلال اللقاء، ومن بينها أن النظام السوري "استخدم الطائفية العلنية، ودفع بالطائفة العلوية إلى المقدمة"، في مختلف المعارك التي خاضها ضد معارضيه.
وأشار الوفد السوري إلى أن روسيا متحيزة ومتحالفة مع الحكومة السورية، وأن عجز النظام عن الإصلاح يهدد دور روسيا في سوريا، ورأى وجود فرصة لروسيا لتتولى دور الوسيط بين مختلف التيارات والقوى والمكونات في سوريا.
في المقابل، أكد الوفد الروسي أن دور موسكو في سوريا، ركز على تمكين الدولة القوية، ودعم المحادثات السياسية ومن ضمنها اجتماعات اللجنة الدستورية.
وشدد الروس على أن موسكو ليست موجودة في سوريا لدعم أفراد أو للعمل كقوة احتلال، وأبدوا اهتمام موسكو بفكرة عقد نسخة معدلة من "مؤتمر الوحدة الوطني" الذي عقد في سوتشي الروسية مطلع العام 2018.
وفي تعليق على الاجتماع، قال مصدر مطلع على اللقاء، إن روسيا "لم تعد متحمسة للانتخابات الرئاسية في 2021 كما كان سابقا".
ووفقا لصحيفة الشرق الأوسط، فإن المسؤولين الروس يتعاطون مع الملف السوري، في الآونة الأخيرة، على أساس أنها تتألف من "مكونات" دينية وعرقية وطائفية واجتماعية مع عودة إلى اختبار إمكانية ترتيب نسخة معدلة من "مؤتمر الحوار الوطني" عبر الدعوة إلى "مؤتمر الوحدة الوطني، وتمثيل جميع المجموعات السورية" كي يقوموا بصوغ "عقد اجتماعي جديد"، إضافة إلى توجيه دبلوماسيين روس انتقادات إضافية تركزت على "مستوى الفساد" في سوريا مع التمسك بـ"تقوية الدولة".
وكانت الوثيقة التي أعدها الجانب الروسي لـ"مؤتمر الحوار الوطني" في سوتشي عام 2018، قد تضمنت الحديث عن "الجماعات العرقية والدينية والمؤسسات التقليدية" من "المسلمين من السنة والعلويين والشيعة والدروز والإسماعيليين، والمسيحيين من الأرثوذكس والسيريانيين والكاثوليك والمارونيين"، إضافة إلى "العرب والأكراد والتركمان والآشوريين والسيريانيين والأرمن والجماعات القبلية، أي القبائل والشيوخ" إلى جانب القوى السياسية في النظام والمعارضة.
وأبدت دمشق، آنذاك، عدم ارتياحها لهذا "التصنيف الطائفي" القادم من روسيا، كما أنها أعربت مع طهران عن الانزعاج من "مسودة روسية" للدستور السوري، تضمنت إشارات في الاتجاه نفسه وتذويب صلاحيات الرئيس بتقوية مهمات رئيس الوزراء.
وترى "الشرق الأوسط" أن الروس عادوا مجددا إلى هذا التصنيف "الطائفي والعرقي" لكن بتفصيل أعمق، وفقا لما تضمنته الوثيقة، أعلاه، والتي أشارت كذلك إلى أن "النزاع أدى إلى تفاقم شقة الخلاف بين الدولة المركزية والمجتمعات المختلفة، وأصبحت النخبة الحاكمة تحتكر جميع موارد الدولة، واستخدم الفاعلون في الصراع وتحديدا النظام، السرديات الطائفية العلنية، ودفعوا الطائفة العلوية إلى المقدمة".
واستعرضت الوثيقة تأسيس الجيش و"دور العلويين" فيه، ووصول حزب "البعث" إلى الحكم في 1963، لافتة إلى أن أكثر المجموعات تضررا هم العلويون الذين حاربوا إلى جانب النظام وتحملوا مع أسرهم الخسائر الفادحة في النزاع، وتم تهميشهم وطردهم من مؤسسات الدولة المركزية المتغطرسة.
وأعربت الشخصيات العلوية المؤثرة في المهجر عن رفضها وصف المجتمع العلوي أنه "طائفة النظام"، أو إلزام مستقبل الطائفة العلوية بمصير النظام.
ويحرص الخطاب السياسي والإعلامي السوري الرسمي على التمسك بأدبيات وعقيدة حزب "البعث" القومية، والابتعاد، في العلن، عن أي تصنيفات عرقية أو طائفية أو قبلية، كتلك التي تثيرها موسكو، لكن بات معروفا أن القيادات الأمنية والعسكرية والاستخبارية السورية تنتمي في غالبيتها إلى الطائفة العلوية، التي ينتمي لها الرئيس السوري بشار الأسد، لكن ذلك يتم تنظيمه، كما يرى متابعون، بشكل خفي، كي لا يثير النظام العصبيات القومية والطائفية، علما أن الطائفية العلوية تشكل نحو 10% من سكان سوريا.