الجيش الإسرائيلي يقصف مستودع أسلحة لـ"حزب الله" في منطقة البقاع
تعرّض مطار بغداد الدولي، مساء الأحد، لهجوم هو الأقوى منذ سنوات، تزامن مع حملة أمنية تشنها الحكومة ضد "السلاح المنفلت" في محافظة البصرة جنوب البلاد، وعدد من المدن في العاصمة بغداد.
وعلى الرغم من تواصل سقوط الصواريخ الكاتيوشا على المطار، إلا أنها تسقط غالبا في محيطه، لكن أمس الأحد، سقط صاروخ عند بوابة خروج المسافرين، فيما سقط آخر فوق مرآب للسيارات؛ ما تسبب بأضرار لأربع سيارات كانت متوقفة في المرآب، بحسب ما ذكرت خلية الإعلام الأمني.
ودوت صافرات الإنذار في المطار المدني، ومنعت القوات الأمنية المسافرين من الدخول والخروج لبعض الوقت، تحسبا من هجمات أخرى، قد تودي بحياتهم.
ولم يتضح بعد الجهة المنفذة لهذا الهجوم، غير أن هجمات مماثلة تبنتها فصائل مسلحة موالية لإيران، مثل "سرايا ذو الفقار" التي بثت مقطعا مرئيا يوم أمس، لاستهداف السفارة الأمريكية وسط العاصمة بغداد، بصواريخ الكاتيوشا.
وبعد دقائق على الهجوم الصاروخي، تداولت حسابات إخبارية على منصات التواصل الاجتماعي، تفيد بتعرض مطار بغداد الدولي إلى الهجوم، غير أن تلك الحسابات المرتبطة بالمجاميع المسلحة، ادعت أن الصواريخ سقطت على عجلات تابعة للشركة البريطانية (فور جي أس) المكلفة بتوفير الحماية للمطار.
وتقول الفصائل المسلحة، إنها تستهدف قاعدة فكتوريا العسكرية في مطار بغداد الدولي، وهي قاعدة مصغرة تقدم الخدمات اللوجستية، والمراقبة، للقوات العراقية، بداعي مساهمتها في عملية اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد العراقية، أبو مهدي المهندس، في كانون الثاني/ يناير الماضي.
غير أنها غيرّت بوصلة هجماتها أخيرا، نحو الشركة البريطانية الدولية المتعاقدة على حماية المطار، إذ استهدفت مقرّها الرئيس في بغداد، الأسبوع الماضي، بقذائف الهاون.
وشركة (جي فور إس) هي شركة متعددة الجنسيات، بريطانية الأصل، للخدمات الأمنية، وتوصف بأنها أكبر جيش خاص في العالم، وتتخذ من كرولي الواقعة جنوب لندن في ويست ساسكس، مقرا رئيسا لها.
وتمارس هذه الشركة نشاطها، في أكثر من 100 دولة حول العالم، وهي معروفة على مستوى واسع فيما يتعلق بالخدمات الأمنية، وحماية المطارات الدولية.
وتعرضت الشركة أخيرا، إلى ضغوط من قبل أحزاب وقوى عراقية، بهدف توظيف عناصرها ضمن كوادر الشركة، وهو ما رفضته (جي فور أس).
بدوره، يقول الخبير الأمني، صباح علّو، إن "ما حصل يوم أمس، يمثل انتكاسة أمنية كبيرة، وسيلقي هذا الهجوم بظلاله على عمل مطار بغداد الدولي، الذي يمثل بوّابة العراق، نحو دول العالم، إذ تدخل منه الشركات الاستثمارية والشخصيات الاقتصادية، وغيرها؛ ما يعني هبوط تقييمه الأمني بشكل كبير".
وأضاف علّو لـ"إرم نيوز" أن "التحقيقات التي أعلنت عنها الحكومة وقيادة العمليات المشتركة، لا يمكن لها أن تسفر عن شيء، فلم يسبق أن تم القبض على منفذي مثل تلك الهجمات؛ ما يعني عدم جدية التحقيقات الجارية، فضلا عن عدم وجود قدرة للحكومة على اعتقال منفذي هذا الهجوم".
واعتبر خبراء أمنيون، أن تلك الهجمات "تهدف إلى إحراج الكاظمي، أمام المجتمع الدولي، عبر استهداف أهم المنشآت الحيوية في البلاد، فضلا عن إبعاد الشركة البريطانية عن مطار بغداد الدولي، خاصة أنه جاء بالتزامن مع حملة إعلامية، تهدف إلى إقصاء هذه الشركة وغيرها من الشركات الأمنية الأخرى العاملة في البلاد".
ولطالما استهدفت الفصائل المسلحة مطار بغداد الدولي، المنفذ الحيوي الأبرز إلى العالم، ومركز العمليات الرئيس، حيث تربض فيه عشرات الطائرات العراقية، ويضم منشآت حيوية، وأخرى للصيانة، إضافة إلى قاعدة عسكرية.
وقبل أيام ذكر تقرير مفصل لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن "كتائب حزب الله العراقي وعصائب أهل الحق المدعومة -أيضا- من إيران، قامت بتعيين موظفين موالين لها في المطار، وفقا لما أفاد به مسؤول رفيع هناك. ونتيجة لذلك، توجد لدى هاتين المجموعتين إمكانية الوصول إلى كاميرات المراقبة في المطار، فضلا عن الوصول إلى طريق يدعى بالكيلومتر واحد، الذي يربط المدارج بمحيط المطار متجاوزين بذلك الحواجز الأمنية".
وقبل شهرين، انسحبت شركة "سالي بورت غلوبال" الأمنية، ومقرها ولاية فيرجينيا، حيث كانت توفر الأمن لسرب الطائرات في قاعدة "بلد" الجوية في محافظة صلاح الدين، ومقاولون من شركة "لوكهيد مارتن" الذين يقدمون الدعم الفني والصيانة لطائرات F16 العراقية، وهو ما عرّض البرنامج إلى الإرباك والفوضى، وسط تحذيرات من وصول الميليشيات إليه.