logo
أخبار

ماذا وراء "انزعاج" أردوغان من تقدم الحل السياسي في ليبيا؟

ماذا وراء "انزعاج" أردوغان من تقدم الحل السياسي في ليبيا؟
23 أكتوبر 2020، 6:16 م

أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عدم ثقته بفحوى اتفاق وقف إطلاق النار بين أطراف النزاع في ليبيا، ما أثار تساؤلات لدى مراقبين عن أسباب انزعاج أنقرة من كل تقدم يتم إحرازه على المستوى السياسي بين الفرقاء الليبيين.

وقال الرئيس التركي الجمعة تعليقا على اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في جنيف إنه غير ذي مصداقية، مبديا شكوكه في صحة التوافق بين طرفي النزاع على انسحاب جميع المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد في غضون ثلاثة أشهر.

وتعليقا على تصريحات أردوغان اعتبر متابعون للشأن الليبي أن تركيا لا تخفي قلقها من أي تقارب بين الفرقاء الليبيين ومخاوفها من إحراز أي تقدم في مسار الحوار السلمي، معتبرين أن ذلك يمثل مسا بمصالحها في ليبيا.





وقال المحلل السياسي هشام الحاجي لـ "إرم نيوز" إن "أردوغان كان أول من علق على توقيع الاتفاق الذي رعته الأمم المتحدة، ما يعني أن الرجل يبدي اهتماما كبيرا بما يجري في ليبيا وبتطورات الحوار السياسي وما يمكن أن يفرزه من واقع جديد على الأرض قد يفسد مخططات تركيا".

وأوضح الحاجي أن "سرعة تفاعل أردوغان مع توقيع الاتفاق وتسرعه في الحكم عليه بأنه غير ذي مصداقية يكشفان أن للرجل نوايا تسير في غير الاتجاه الذي تسير فيه مفاوضات الحل السلمي في ليبيا، ويؤكدان أن كل خطوة يقطعها الليبيون نحو التقارب والتوافق والمصالحة تمثل ضربة للمشروع التركي في ليبيا، لا سيما أن الاتفاق ينص على ضرورة إخراج الميليشيات والأطراف الأجنبية من التراب الليبي في غضون ثلاثة أشهر.

وفي السياق ذاته علق الخبير المتخصص في الشأن الليبي محمد صالح العبيدي بأن "النقطة المتعلقة بطرد الميليشيات والتشكيلات المسلحة من التراب الليبي تربك مخططات أردوغان وتجهض مشروعه القائم على تأبيد حالة الفوضى وإطالة أمد الاقتتال في ليبيا".





وأضاف العبيدي في تصريح لـ "إرم نيوز" بأن "الرئيس التركي كشف من خلال موقفه هذا ومواقف أخرى مماثلة في محطات سابقة ذات علاقة بالحل السياسي في ليبيا أن أنقرة تسعى إلى إعادة خلط الأوراق في ليبيا والعودة بها إلى مربع العنف والفوضى والاقتتال لأن المشروع التركي في ليبيا لا يمكن أن يتحقق إلا في مناخ من الفوضى، وكل تقدم في اتجاه الحل السلمي يخسر به الطرف التركي موقعه في إدارة الشأن الليبي"، وفق تقديره.

بدوره، قدم الباحث في العلوم السياسية محمد أمين العاقل قراءة لما تضمنه موقف أردوغان، قائلا إنه "يعبّر عن حالة ارتباك وقلق من مستقبل المشهد الليبي في ضوء مسارات الحوار التي تجري على خط جنيف وخط تونس بإطلاق جولة حوار قريبا إضافة إلى مخرجات حوار بوزنيقة في المغرب التي تم خلالها الاتفاق على توزيع المناصب السيادية، ما يعني أن الليبيين بدأوا يتحسسون طريقهم نحو إدارة شؤونهم بأنفسهم، ما يمثل ضربة كبيرة لمشروع أردوغان هناك"، بحسب تعبيره.





وأضاف العاقل في تصريحات لـ "إرم نيوز" أن "أسباب القلق التركي كثيرة، منها ما هو سياسي ومنها ما هو عسكري وما هو اقتصادي، فعلى المستوى السياسي يمثل التقارب بين الفرقاء الليبيين نهاية لعهد الوصاية التركية على ليبيا باستخدام طرف سياسي على حساب آخر وجعله أداة لخدمة الأجندة التركية، كما يمثل التوصل إلى اتفاق سلام وإنهاء الاقتتال خسارة للجانب التركي الذي لن يجد مبررا لعقد صفقات عسكرية خيالية تدر عليه عوائد مالية كبيرة".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC